وجه معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والرئيس العام لشؤون الحرمين كلمة توجيهية لزوار بيت الله ومعتمري جاء فيها : "بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه أما بعد : أيها الإخوة المسلمون أحيكم بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ونحمد الله تبارك وتعالى على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة حيث ينعم المسلمون ولله الحمد والمنة في هذه الأيام المباركة بحلول العشر الأواخر من رمضان ويعيشون في رحاب هذا الحرم الآمن ولله الحمد والمنة فنحمد الله تبارك وتعالى ونشكره ونسأله أن يوزعنا شكر نعمه وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يمن علينا وعليكم بالعتق من النار أيها الإخوة المسلمون : يطيب لي باسمي واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين وإخوانكم منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن نهنئ الجميع الأمة الإسلامية عامة وهذه البلاد خاصة وولاة أمرها والمسلمين اللذين يعيشون في هذا الحرم الآمن ويعمرونه بالإيمان والذكر والتلاوة والعبادة أن نهنئ الجميع بحلول هذه العشر المباركة ونسأل الله أن يمن علينا وعليكم فيها بالعتق من النار لاشك أنها لحظات عظيمه وفرص مباركه ومناسبات قيمه ينبغي على المسلمين أن يحفظوا أوقاتهم فيها وأن يشغلوها بطاعة الله عزوجل فهكذا كان رسولنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره) إنها مناسبة عظيمه ينبغي على المسلمين أن يحفظوا أوقاتهم فيها وأن يحفظوا ألسنتهم وأن يجتهدوا فيها بالصيام والقيام والذكر والمحافظة على تلاوة كتاب الله عزوجل وأن يحذروا من كل ما ينقص ثواب أجر صيامهم وقيامهم ينبغي علينا أن نحفظ الألسنة وأن نحفظ جوارحنا وأن نستثمرها في طاعة الله وقرباته. أيها الإخوة في الله لاتخفى عليكم جميعا قداسة هذا الحرم المبارك العظيم العتيق فهو مكان مقدس مبارك طهره الله عزوجل ينبغي على كل مسلم قدم إليه ووفد إليه أن يرعى له قدسيته وطهارته ومكانته وأن يحرص على الأدب فيه والتزام الأخلاق والقيم والشمائل النبيلة وأن يعامل إخوانه المسلمين معاملة الرفق والرحمة والمحبة والمودة والتسامح فلا يزاحم ولايؤذي إخوانه المسلمين لا في المداخل ولا عند الأبواب ولا في الطواف ولا في السعي ولا في أماكن الصلوات ينبغي علينا أن نقدس هذا الحرم ونرعى طهارته وقدسيته ومكانته ولانتجاوز أيّ أمر من الأمور التي حددها الشارع ( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم(الحج:25}، ) إخوانكم في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإخوانكم رجال الأمن قد أعدوا ولله الحمد والمنة خطة متكاملة لنجاح موسم العمرة ولله الحمد والمنة وقد تم هذا النجاح في العشرين الأول بحمد الله وفضله ونرغب من الجميع التعاون مع إخوانكم الذين جُندوا لخدمة قاصدي بيت الله الحرام والتعاون مع إخوانكم رجال الأمن اللذين يحرصون على إستباب الأمن والسلامة والنظام في هذا الحرم الآمن. الأمة بحاجة إلى مزيد من الوعي والتعاون ونشكر الجميع على هذا التعاون الذي نجده والتجاوب غير أن الحاجة ماسة إلى مزيد من التعاون بعدم حجز الأماكن وعدم الصلاة في الممرات وعدم إشغال الأنفس مثلا بالتصوير والهواتف المحمولة وغيرها مما يضيع الأوقات . وعلى المرأة المسلمة أن ترعى الحجاب والعفاف والاحتشام وأن لاتزاحم الرجال قدر استطاعتها في هذا المكان المبارك . وعلى إخواننا المعتكفين أن ينشغلوا بما فيه سنة رسول الله صلى عليه وسلم في الاعتكاف من الإقبال والانقطاع للعبادة والذكر وتلاوة كتاب الله عزوجل وعدم إشغال أنفسهم فيما يبعدهم عن الله تبارك وتعالى هذه مواسم عظيمه كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين الأول بصلاة ونوم فإذا دخلت العشر جد وشد المئزر. فما أحرانا أن ننهج نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن نسير على هديه عليه الصلاة والسلام هذا الحرم الآمن أسُس على التوحيد وعلى سنة رسول الله عليه وسلم فليحذر المسلم الذي يريد الأجر والجنة أن يتلطخ بشيء من المخالفات العقدية أو المنكرات أو الأخطاء التي يقع فيها البعض حسن ظن مهم وقد يكون لقلة وعي بعضهم . الحقيقة أننا بحاجة ماسّة لأن نتعاون على البر والتقوى وأن نجتهد كل الاجتهاد في السير على مايقربنا إلى الله عز وجل والتزام النظام . الحمدلله توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزتوسعة عملاقة فتحت أبوابها هذا العام لله الحمد والمنة فماأحرى بالمسلمين أن يبتعدوا عن المزاحمة أن يعمروها بمايقرب إلى الله عزوجل بالصلاة فيها. كذلك مايتعلق بإخوتنا ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وأصحاب العربات فقد خصص لهم الحلقة العلوية من الجسر المؤقت أما الحلقة السفلية فقد خصصت للعائلات وأخواتنا النساء ينبغي علينا أن نتعاون على البر والتقوى وأن نتكاتف ونكون يدا واحدة في عمارة هذا الحرم الآمن جزا الله ولاة أمرنا كل خير على مايقدمون للحرمين الشريفين وقاصديهما من عناية فائقة وخدمات جليلة منظومة الخدمات المتكاملة جعلها الله في موازين أعمالهم الصالحة. نسأل الله أن يمن علينا وعليكم في هذه العشر المباركة وفي هذا المكان المبارك بالعتق من النار اللهم أعتق رقابنا من النار اللهم أجعلنا ممن يوفق لقيام ليلة القدر يا جواد ياكريم اللهم أحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ماظهر منها ومابطن إنك جواد كريم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .