أوضح الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس-الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي- أنه تم تخصيص الحلقة العِلوية من جسر الطواف المؤقت لذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وأصحاب العربات، أما الحلقة السفلية فقد خصصت للعائلات والنساء، فينبغي على الجميع أن يتعاون على البر والتقوى، وأن يتكاتفوا ويكونوا يدا واحدة في عمارة هذا الحرم الآمن. وجاء ذلك في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاء مساء اليوم في المسجد الحرام، بمناسبة دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، هنأ فيها باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأمة الإسلامية عامة وهذه البلاد خاصة، وولاة أمرها والمسلمين اللذين يعيشون في هذا الحرم الآمن ويعمرونه بالإيمان والذكر والتلاوة والعبادة سائلا الله أن يمن على الجميع فيها بالعتق من النار. وقال في كلمته: لا شك أنها لحظات عظيمة وفرص مباركة ومناسبات قيمة، ينبغي على المسلمين أن يحفظوا أوقاتهم فيها وأن يشغلوها بطاعة الله عز وجل، فهكذا كان رسولنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره) . وعن توسعه الحرم قال: الحمد لله توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- توسعة عملاقة، فتحت أبوابها هذا العام لله الحمد والمنة، فما أحرى بالمسلمين أن يبتعدوا عن المزاحمة، وأن يعمروها بما يقرب إلى الله عز وجل بالصلاة فيها، سائلا الله تبارك و تعالى أن يجزي ولاة أمرنا كل خير على ما يقدمونه للحرمين الشريفين وقاصديهما من عناية فائقة وخدمات جليلة ومنظومة الخدمات المتكاملة، جعلها الله في موازين أعمالهم. وحث السديس المسلمين أن ينهجوا نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلمن وأن يسيروا على هديه عليه الصلاة والسلام، فهذا الحرم الآمن أسُس على التوحيد، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليحذر المسلم الذي يريد الأجر والجنة أن يتلطخ بشيء من المخالفات العقدية أو المنكرات أو الأخطاء التي يقع فيها البعض بحسن ظن منهم، وقد يكون لقلة وعي بعضهم. وحمد الله تبارك وتعالى على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة، وقال: ينعم المسلمون ولله الحمد والمنة في هذه الأيام المباركة بحلول العشر الأواخر من رمضان، ويعيشون في رحاب هذا الحرم الآمن ولله الحمد والمنة فنحمد الله تبارك وتعالى ونشكره ونسأله أن يوزعنا شكر نعمه، وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال. وأكد أنها مناسبة عظيمة ينبغي على المسلمين أن يحفظوا أوقاتهم فيها وأن يحفظوا ألسنتهم وجوارحهم، وأن يجتهدوا فيها بالصيام والقيام والذكر والمحافظة على تلاوة كتاب الله عز وجل، وأن يستثمروها في طاعة الله وقرباته، وأن يحذروا من كل ما ينقص ثواب أجر صيامهم وقيامهم. وأوضح أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورجال الأمن قد أعدوا -ولله الحمد والمنة- خطة متكاملة لنجاح موسم العمرة، وقد تم هذا النجاح في العشرين الأول بحمد الله وفضله، داعيا الجميع إلى التعاون مع الذين جُندوا لخدمة قاصدي بيت الله الحرام، والتعاون مع رجال الأمن الذين يحرصون على استتباب الأمن والسلامة والنظام في هذا الحرم الآمن. وقال الدكتور السديس: أيها الإخوة في الله، لا تخفى عليكم جميعا قداسة هذا الحرم المبارك العظيم العتيق، فهو مكان مقدس مبارك طهره الله عز وجل، ينبغي على كل مسلم قدم إليه ووفد إليه أن يرعى له قدسيته وطهارته ومكانته وأن يحرص على الآدب فيه والتزام الأخلاق والقيم والشمائل النبيلة، وأن يعامل إخوانه المسلمين معاملة الرفق والرحمة والمحبة والمودة والتسامح فلا يزاحم ولا يؤذي إخوانه المسلمين لا في المداخل ولا عند الأبواب ولا في الطواف ولا في السعي، ولا في أماكن الصلوات، ينبغي علينا أن نقدس هذا الحرم ونرعى طهارته وقدسيته ومكانته ولا نتجاوز أي أمر من الأمور التي حددها الشارع (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم). وأكد حاجة الأمة لمزيد من الوعي والتعاون، داعيا إلى المزيد من التعاون بعدم حجز الأماكن وعدم الصلاة في الممرات، وعدم إشغال الأنفس مثلا بالتصوير والهواتف المحمولة وغيرها مما يضيع الأوقات. ودعا المرأة المسلمة إلى أن ترعى الحجاب والعفاف والاحتشام وأن لا تزاحم الرجال قدر استطاعتها في هذا المكان المبارك. وطالب فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المعتكفين أن ينشغلوا بما فيه سنة رسول الله صلى عليه وسلم في الاعتكاف، من الإقبال والانقطاع للعبادة والذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل وعدمإشغال أنفسهم في ما يبعدهم عن الله تبارك وتعالى فهذه مواسم عظيمة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين الأُول بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر جد وشد المئزر.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: السديس يهنئ بدخول ال10 الأخيرة ويدعو المرأة للاحتشام