انطلاقاً من الموافقة الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله للبدء بمشروع الترجمة الفورية الذي دشن قبل بضعة أشهر، وحرص المقام الكريم أيده الله على كل ما يخدم قاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وتقديم أرقى الخدمات وأفضل التسهيلات لهم في كافة المجالات ومن أهم الجوانب ما يتعلق بالأمور العلمية والتوجيهية والتوعوية والإرشادية لهم فيما يفيدهم في دينهم وفقه مناسكهم وزيارتهم على الوجه الصحيح . فقد سعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للنهوض بهذا المشروع المبارك حيث جرى الاتفاق مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتنفيذ مشروع الترجمة الفورية لخطب الحرمين الشريفين والدروس والتوجيهات العامة وترجمة المطبوعات وما يتعلق بتأمين القوى العاملة من المترجمين بما يمكن هذه الفئة عند تواجدها في الحرمين الشريفين وساحاتهما من الاستفادة من سماع ومعرفة الخطب والدروس بلغتها. ولا شك أن من المُتيقَن أن هذا المشروع المبارك سوف يلقى قبولاً واستحساناً لدى جميع المسلمين من غير الناطقين بالعربية ويوفر لهم فرصة الاستفادة مما يلقى بالحرمين الشريفين من خطب ودروس ومواعظ تسهم في بيان محاسن الإسلام وإظهار جمالياته وقيمه السمحة . ويأتي حرص الرئاسة على التعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لما لديها من إمكانيات وتجهيزات تسهم في نجاح هذا المشروع وإتيان ثماره المباركة. وقد أكد معالي الرئيس العام أن أهمية هذا المشروع المبارك تأتي من أنه لوحظ أن عدداً كبيراً من قاصدي الحرمين الشريفين لا يتحدثون اللغة العربية وتفوت عليهم فرص الاستفادة من خطب الحرمين الشريفين المباشرة لأنها تلقى بغير لغتهم ، كما أن كثيراً منهم يتطلع إلى الاستفادة من سماع الدروس التي تلقى بالحرمين الشريفين مترجمة بلغتهم لاسيما وأن وسائل تمكين غير الناطقين بالعربية للاستفادة من خطب الحرمين الشريفين وفهمها سهل وميسر بعد توفر الإمكانيات المادية والكوادر البشرية المؤهلة . وبهذه المناسبة رفع معالي الرئيس العام باسمه واسم منسوبي الرئاسة من الدعاء أوفره ومن الشكر أعطره للمقام الكريم على هذا المشروع العظيم، كما شكر معاليه خادم الحرمين الشريفين أيده الله على ما تلقاه الرئاسة والعاملون فيها والحرمان الشريفان وقاصدوهما من لدنه حفظه الله من مزيد العناية ومديد الرعاية وتدعو الله له بأن تقر عيناه برؤية آثار أعماله الجليلة وثمرات توجيهاته الكريمة في كل ما يصب في رعاية مصالح المسلمين ويحقق رسالة الحرمين الشريفين ويقدم لقاصديهما أعظم التسهيلات وأرقى الخدمات إنه خير مسؤول وأكرم مأمول . والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين