ستعول الأرجنتين على الرباعي الساحر المؤلف من ميسي-دي ماريا-أجويرو-هيجواين في سعيها لإحراز اللقب العالمي الثالث لها بعد عامي 1978 و1986 عندما تخوض غمار النهائيات المقامة حاليا على أرض البرازيل غريمتها التقليدية على زعامة الكرة الأمريكية الجنوبية. ويتمتع هذا الرباعي بقوة هجومية ضاربة، حيث سجل ليونيل ميسي 38 هدفا في 86 مباراة متخطيا رقم الاسطورة دييجو مارادونا، في حين يملك جونزالو هيجواين 20 هدفا في 36 مباراة، وسيرخيو أجويرو (21 في 51)، وآنخل دي ماريا (9 في 47). والقاسم المشترك بين هؤلاء الاربعة بانهم يبلغون السادسة والعشرين من اعمارهم، يعرفون بعضهم البعض جيدا وهناك تفاهم كبير بينهم، اذ سبق ان لعبوا في صفوف منتخبات الفئات العمرية. ويقوم المدرب اليخاندرو سابيلا باشراكهم سويا مخالفا فلسفته لانه يعتقد بان اشراك اربعة لاعبين يميلون الى الهجوم يؤثر نوعا ما على توازن الفريق. احتاج سابيلا الذي استلم منصبه في سبتمبر/آيلول عام 2011 الى بعض الوقت لايجاد التركيبة المثلى لمنتخب البي سيليستي، وتردد كثيرا قبل منح الرباعي فرصة اللعب في التشكيلة الاساسية معا. وقال سابيلا "اليوم يلعب فريقي بثلاثة مهاجمين (ميسي، أجويورو، هيجواين) يمتازون بمستوى رائع، وهناك ايضا دي ماريا الذي يحذو حذوهم. من الصعب عدم اشراك احد هؤلاء اساسيا. سنستمر في النسج على المنوال ذاته". واضاف "اما الخيار الاخر فهو في حال اصابة احد المهاجمين، وبالتالي يستطيع دي ماريا الحلول بدلا منه في خط المقدمة". وعندما يغيب احد اضلاع هذا الرباعي، هناك مهاجم انترميلان رودريجو بالاسيو او مهاجم باريس سان جرمان ايزيكييل لافيتزي وكلاهما حل بديلا لاجويرو وهيجواين في المباراة الاستعداداية الاخيرة ضد ترينيداد وتوباجو حيث غاب اجويرو وهيجواين بداعي المرض. ولانه يملك قوة هجومية ضاربة، قرر سابيلا استبعاد مهاجم يوفنتوس المتألق كارلوس تيفيز الذي يتمتع بشعبية هائلة في الارجنتين وذلك لانه لا يتفق كثيرا مع ميسي الذي بنى المدرب الفريق حوله. وفي هذه التركيبة، يبدو هيجواين الاكثر تقدما على ارضية الملعب حيث يلعب كرأس حربة صريح، في حين يشغل اجويرو مهاجم مانشستر سيتي الجهة اليسرى، ودي ماريا مركزا متأخرا في خط الوسط، اما ميسي فيملك حرية التحرك على اليمنى وخلف المهاجم. واذا كان ميسي عاش موسما صعبا، فان هيجواين تألق بشكل لافت في الدوري الايطالي في صفوف نابولي، وقاد اجويرو فريقه الى لقب الدوري المحلي، في حين بلغ دي ماريا الذروة مع ريال مدريد باحرازه دوري ابطال اوروبا واختير افضل لاعب في المباراة النهائية ضد اتلتيكو مدريد (4-1). لكن الهجوم القوي لا يعني احراز اللقب خصوصا في البطولات الكبرى، وقد عاشت الارجنتين كابوسا حقيقيا في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما ضمت هجوما ضاربا مؤلفا من جابريال باتيستوتا وهرنان كريسبو وكلاوديو لوبيز مدعومين بصانعي الالعاب الفذين سيباستيان فيرون وارييل اورتيجا، لكن كل ذلك لم يشفع لها وخرجت من الدور الاول من الباب الضيق وهي التي كانت مرشحة لاحراز اللقب بقوة، والامر ينطبق ايضا على فرنسا في النسخة ذاتها عندما كانت تضم هدافي بطولات انكلترا وايطاليا وفرنسا وهم تييري هنري ودافيد تريزيغيه وجبريل سيسيه على التوالي بالاضافة الى صانع الالعاب الاسطورة زين الدين زيدان، لكنها لاقت نفس مصير منتخب التانجو وخرجت من الدور الاول بعد خسارة مذلة امام السنغال في المباراة الافتتاحية. وبالتالي يتعين على سابيلا تعزيز خط الوسط وتمتين خط الدفاع اذا اراد احراز اللقب ويضع اسمه في الخانة ذاتها لمدربي الارجنتين السابقين الشهيرين سيزار لويس مينوتي بطل العالم 1978 وكارلوس بيلاردو بطل العالم عام 1986 ووصيف نسخة 1990.