يعتبر المرور اليومي على المرضى المنومين في المستشفيات العامة أحد مهام الأخصائي الاجتماعي ، وذلك بهدف التقييم الاجتماعي النفسي للمرضى من خلال تعبئة النموذج المعد لذلك الذي يحتوي على بيانات شخصية عن المريض بالإضافة إلى بيانات من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتاريخ الاجتماعي والتطوري للمريض وعلاقة المريض مع المحيطين بالأسرة والعمل والمدرسة والأصدقاء بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بالمشكلة الاجتماعية كالمشكلات المرتبطة بتغير نمط وأسلوب الحياة المعيشية والمشكلات الأسرية والاقتصادية وغيرها من البيانات الأخرى المدونة في النموذج . لا شك أن البيانات السابقة تعد من الخصوصيات وربما السرية لا سيما المتعلقة بالمشكلات الأسرية والتي قد لا يبوح بها المريض للأخصائي الاجتماعي هذا في حالة توفر مكان محاط بالسرية وبعيد عن أعين ومسامع الآخرين يلتقي فيه الاثنان بمفرهما ، ولكن الواقع الحالي في أغلب المستشفيات العامة لا تتوفر فيه الخصوصية وربما تنتهك فيه السرية ، ذلك بسبب أن المستشفيات تضع كل ثلاثة أو أربعة مرضى في غرفة واحدة يفصل بينهم ستارة من القماش كما أن سرر المرضى بجانب بعضها البعض لا تتجاوز المسافة بينهم مترين إلى ثلاثة أمتار وبالتالي نلاحظ أن المريض يتحرج من الإفصاح عن بياناته الشخصية الخاصة والسرية خاصة فيما يخص العلاقات والمشكلات الأسرية وغيرها وذلك خوفاً من أن تتسرب بياناته الخصوصية إلى المرضى والمرافقين المجاورين له في الغرفة وقد تستغل من قبلهم ، لذلك قد يكون بعض المرضى يعانون ويواجهون مشكلات اجتماعية أو غيرها من المشكلات ويضطرون إلى عدم البوح بها للأخصائي الاجتماعي تحسباً من انتهاك أسرارهم ، فتجدهم متحفظين فتتأثر بذلك العملية العلاجية الصحية سلباً وربما انتكست حالتهم وتدهورت بسبب عدم استقرار حالتهم النفسية والاجتماعية . وأما الأخصائي الاجتماعي فإنه ملزم بتعبئة النموذج المفروض عليه من وزارة الصحة وحتى يثبت لإدارته أنه يعمل وبالتالي فهو بذلك يحرج المريض على الإدلاء بالبيانات رغماً عنه سواء كانت لديه مشكلة أم لم يكن وربما أدلى ببيانات غير صحيحة أو قد ينفي تعرضه لأي مشكلات اجتماعية . وهكذا يبدو دور الأخصائي الاجتماعي في المستشفيات عملاً روتينياً يومياً دون فائدة منه ويسجل في ملفات 90% من المرضى أن حالاتهم النفسية والاجتماعية مستقرة وأنهم لا يواجهون مشكلات اجتماعية وقد يكون الواقع خلاف ذلك . مما سبق يمكن تقديم الاقتراحات التالية : أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بالمرور اليومي على المرضى والتعرف على حالاتهم بشكل مبدئي مع تسجيل ذلك في نموذج متابعة تقييم حالة ( خدمة اجتماعية ) والإيضاح للمريض أنه يمكنه البوح بمشكلاته الخاصة منفرداً بالأخصائي الاجتماعي في غرفة محاطة بالسرية بعد أن تستقر أو تتحسن حالته الصحية ويستطيع مغادرة السرير أو أن يتم التنسيق معه لمراجعة الأخصائي الاجتماعي بعد التحسن والخروج من المستشفى لاستكمال عملية التدخل العلاجي الاجتماعي والجلوس في غرفة بالمستشفى تتوفر بها السرية التامة حتى يطمئن صاحب المشكلة أن أسراره في الحفظ والصون . كما أن على إدارة المستشفى توفير المكاتب للأخصائيين الاجتماعيين سواء داخل أقسام التنويم أو خارجها ليتمكنوا من مقابلة مرضاهم على انفراد وبسرية تامة . وبهذا بمشيئة الله سندعم المريض بمساعدته على تجاوز مشكلاته الاجتماعية والنفسية وكذلك الأخصائي الاجتماعي في المستشفيات ونوفر له الوسائل التي تمكنه من ممارسة مهامه على الوجه المطلوب والذي قد يكون له أثر في صياغة الخطة العلاجية . أخصائي اجتماعي أول عبدالرحمن بن حسن جان