فند الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب ألقاه في بروكسل يوم الأربعاء النقاط التي أسس عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبرراته لضم القرم. واستغل أوباما خطابا رئيسيا حول العلاقات الأمريكية الأوروبية ليرد على كثير من المبررات والشكاوى والاتهامات التي استخدمها الزعيم الروسي لتبرير ضم موسكو لمنطقة القرم دون أن يذكر بوتين بالاسم. وقال أوباما لشركاء الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي بأن الوقت حان لتعزيز التحالف -الذي يقلص الكثير من أعضائه الإنفاق العسكري منذ انتهاء الحرب الباردة- في مواجهة ما أسماه "القوة الغاشمة" لروسيا. وقال ردا على منتقديه الجمهوريين الذين يطالبونه بموقف أكثر تشددا "الوقت ليس وقت التهديد.. ليست هذه عودة للحرب الباردة ولا توجد ردود سهلة ولا يوجد حل عسكري." وساد الشعور أحيانا بأن خطابه صورة معكوسة فيما يبدو للخطاب الرسمي الذي ألقاه بوتين في الكرملين في 18 مارس آذار ليعلن ضم القرم. وقال أوباما "إن مجرد وجود تاريخ طويل لروسيا مع أوكرانيا لا يعني أن في مقدورها أن تحدد لأوكرانيا مستقبلها. ولا يمكن لأي قدر من الدعاية أن يجعل أمرا يعرف العالم أنه خاطئ أمرا صائبا." ورفض أوباما الذي أجرى لساعات مكالمات خاصة محبطة مع بوتين أثناء الأزمة عددا من المزاعم التي طرحها بوتين بشأن أوكرانيا. وقال إن من الخطأ مقارنة التدخل الروسي في أوكرانيا بالحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق أو بحملة حلف الأطلسي العسكرية لطرد القوات الصربية من كوسوفو لأنه في الحالتين انسحبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من الأراضي الأجنبية بينما ظلت روسيا في القرم. وقال أوباما "وعليه فإن العالم لديه مصلحة في أن تكون روسيا قوية ومسؤولة وليس في روسيا ضعيفة. ونريد أن يعيش الشعب الروسي في أمن ورخاء وكرامة مثل أي شعب آخر -فخور بتاريخه. لكن ذلك لا يعني ألا تراعي روسيا جيرانها."