فلعلكم شاهدتم على الشبكة العنكبوتية بعض المقاطع السلبية السيئة، التي تفسد جلال العلم، وتشوه صورة المعلم؛ ومن ذلك قيام رهط من المعلمين باللهو والغناء، والتثني والتلوي أمام طلابهم، وفي داخل مدرستهم. فكان في سلوكهم هذا تبذل وصفاقة، وتهور وسخافة، فللمعلم هيبة ووقار؛ ينبغي لهم المحافظة عليها، وللمدرسة حرمة وإجلال ؛ يجب أن نصونها جميعاً ونحميها. ومما هو معلوم أن المدرسة لا تحمل على كاهلها تدريس الرقص والغناء، وليس من اختصاصها تعليم التمايل والاهتزاز، بل هي ساحة مقننة للتنوير، ومنارة مختصة بالتبصير. وهي تشبه القلب في جسد الأمة؛ فإذا صلحت أحوالها، واستقامت أمورها؛ صلحت جميع القطاعات معها، وإذا اختل عملها، وساء الفعل فيها ؛ فإن القيم ستختل ، والمثل ستنهار، والمجتمع مصيره الضياع. إن المعلم إذا وقعت منه تجاوزات ، وحدثت منه شطحات؛ فإن الطلاب سيستمرئون التطاول على كيانه، والاستهانة بمقامه، مما سيفقده الهيبة أمامهم ، ولا نعني بهيبة المعلم خشيته والخوف منه؛ بل احترامه وتقديره، والإصغاء لحديثه، والأخذ بتوجيهاته. ومما يجدر به الذكر هنا؛ أن الطلاب أجمعين يحملون للمعلم الأمين وداً وإعجاباً، وتقديراً واحتراماً، وهو عندهم المثل الأسمى ، والنموذج المحتذى؛ الذي تصغي له آذانهم، وينفتح له وجدانهم ، وإن أي قول أو فعل يصدر منه؛ فإنه يتعلق بنفوسهم، ويستولي به على عقولهم. والحق أن المعلم بمكانته اللائقة، ومنزلته السامية ؛ يستطيع تحويل مدرسته إلى بيئة صحية سليمة، مغرية منعشة ؛ وذلك بالمعاملة المبهجة، والشروحات المميزة ، والفقرات الملفتة، والبرامج الجاذبة، والمشاريع الماتعة؛ التي تتفق مع منهجنا الشرعي الصحيح، وتتوافق مع احتياجات النمو، وميثاق الشرف ، وأخلاقيات المهنة. د.عبدالله سافر الغامدي جده.