ثمة أمل لدي يوماً ماء في قدرة الطب الحديث حينما حاول استنتاج الكثير من العقاقير لأمراض مستعصية كانت تقضي على البشر حال ما يُصابون بها , اليوم الطب قادر وبأذن الله إذا كانت هناك مطالب ملحة ومهمة بعد أن تستنفذ كل الوسائل من قبل بعض الدول العربية خاصة وبعض دول العالم عن حاجة المجتمعات للقراءة حتى تُضع مع كل كتاب في المكتبات يوضع عقار لهُ تأثير في عقل القارئ وبالمجان تشجيعاً للقراءة وهناك بعض المنتجات حالياً مقابل شراءك لها توضع معها جائزة تشجيعية عبارة عن ما يفيد تلك الأشياء المباعة في المساعدة على استخدامها لها أمثله كثيرة حتى بدأت بعض الشركات وبعض وسائل الإعلام تضع ملايين الريالات والدولارات مقابل أن تشارك معهم نعم هي قد تكون هدفها مادي لكن العبرة بكيفية الوصول لأكبر شريحة في المجتمع العربي ومدى نجاحها . ولا ننسى أن هناك بعض الجمعيات الخيرية والدعوة يضعون بعضاً من الآلات والجوائز الحديثة مقابل حل سؤال يتطلب البحث عنه في القرآن الكريم أو في سنة محمد صلى الله عليه وسلم . اليوم تشعر بالصدمة والحزن حينما تزور الكثير من المدن والأحياء في بلادنا فلا تجد مكتبة واحده أن كانت أهلية أو حكومية تقوم بتشجع الشباب على القراءة إما عن طريق الاستعارة أو المنح المجانية , بل حتى التي تُباع فشوارعنا وأحياءنا تكتظ بالسكان يصل بعض الأحياء تعدادهم فوق النص مليون نسمة ولا تجد إلا القرطاسيات . وبجوارها عشرات المطاعم والصيدليات ومحلات الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي يهتم بها الطفل مثل السوني والبلايستيشن والكمبيوترات والجوالات ومطاعم الوجبات السريعة وكل محل يضع ملصقات تشجيعية ومميزات وهدايا وسحوبات فقط أن تشتري بمالك وربما فيها مضرة على صحتك . كل هذا لم يحرك في وزارة الإعلام وأخص الشئون الثقافية ووزارة التربية والتعليم ساكناً بل شعوراً لا يتحرك أبداً وشبابنا نحو أمية تزداد بالمعلومة والثقافة العامة ولنا خير شاهد ما تقوم بهِ بعض وسائل الإعلام من طرح أسئلة أو محاورات تخجل من سماع حتى طريقة التحدث لديهم وكأنهم لأول مره يتكلمون أسلوب ركيك حتى بعض الجمل يعيد صياغتها المذيع أو المحرر من آجل أن تُفهم . معلومات اقرب لها الصفر فوزارة التربية لماذا لا تبحث عن طريقة لخلق بيئة ثقافية تشجيعية ولو ساعة كل أسبوع كي تشجع النشء على القراءة والتعلم عن طريق وضع مكتبة داخل كل مدرسة وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بتوزيع كتب وشراءها ووضعها للجميع عبر الاستعارة حتى يصبح لدينا جيل في المستقبل قارئ ومثقف يبتعد عن السذاجة في الشارع والتخريب ومرور الكثير عليه من الأفكار الوهمية . أن يكون حضارياً يضرب بهِ المثل بدلاً من قنوات إعلامية عبر الميديا الحديثة عن طريق الجوالات والفيديوهات وأخص عالم النت والتواصل الاجتماعي مثل الكيك واليوتيوب الذي صنع جيل مختلف أظهر إبداعه بل واستفاد منه الإعلام نفسه حينما وجد الفراغ يقتله , يرادفه جيل آخر سبب لنا تشويه وبكل المعان وهو السواد الأعظم هُنا نحتاج لقارئ ولا شيء إلا القراءة من تزيد وع الشباب والمجتمع عامة وبكل فئاته العمرية بحيث تزداد الثقة بالنفس وترتفع لديهم درجة الفكر واقعاً وخيالاً إلى أن تصبح الكثير من السلبيات ما كانت لديهم لها شأن عبارة عن هفوة لا تستحق المتابعة . اليوم الكثير من المكتبات تشتكي الرواد لأنها لا تملك وسيلة الدعاية والتشجيع لآنها لا تملك إلا النظرة الدونية للمادة وكل همها المادة فقط أضف أن وسائل الأعلام لم نجد لها حملات كما تفعله لبعض المهرجانات والتي وضع لها ميزانيات بالملايين مقابل الدعوة والحضور والمشاركة إلا أن الكتاب فقط ينتظرون عامة وهو معرض الرياض الدولي وهل هذا يكفي وما جناة هذا المعرض طوال سنوات من إقامته سواء معرفة كم هي كميات المبيعات وكم هي المبالغ دون النظر أو حتى معرفة توجه المجتمع القارئ نحو أي نشاط فكري وهل استقلت تلك المؤسسات المعنية واستثمرت حضور الملايين وقامة بدراسات تقوم على تعزيز الكثير من الأفكار وخلق أساليب وطرق جديدة لوضع أليات تبدأ بالطفل ذو السبع سنوات ولا تنتهي حتى في الجامعات والدوائر الحكومية والأحياء وإقامة معارض في كل مناطق المملكة إلى أن تسود الجميع وتصبح عادة لدى كل فرد وأسرة . نحن في الحقيقة شعوب متعلمة ولسنا مثقفة وكما هو المثل القائل أعطني شعباً مثقف لا متعلم . والإحصاءات التي تم نشرها مؤخراً عن طريق منظمات عالمية تهتم بشأن القراءة في العالم وجدت أن الدول العربية ضمن أخر الشعوب مقارنة بغيرها وخاصة الدول الأوربية . فالمواطن الغربي أو الأوربي يقرأ في العام ما بين 12 كتاب إلى 20 كتاب بينما المواطن العربي كل 84 شخص يقرأون كتاب واحد موزعاً على الجميع رقم لا يقبل المقارنة على الرغم أن الدول الأوربية تمتلك من مراكز الترفيه والحرية الشخصية وأماكن اللهو والعمل ما لم نصل لهُ نحن ومع هذا لازال الكتاب هو الصديق الأول والأخير لديهم . أخيراً إذا أصاب العجز كل ما من ذكرناهم عن إيجاد حلول فإنني أدعو للحل الأخير وهو توجيه دعوة لأعظم المراكز العلمية في العالم والتي تهتم بإختراع واكتشاف عقاقير تحفز المجتمع على القراءة توزع مجاناً مع كل كتاب لآن وضع الشباب أصبح يُرثى لهُ ثقافياً والمستقبل كشف عن النقطة الأخيرة بعد ظهور الكثير من المعجزات العلمية في العالم . محمد فلاج العنزي الرياض