تبنت أسبوعيات المجلس التي انطلقت دورتها الثالثة مطلع العام الجاري رسالة تحمل شعار " الشعور بالمسؤولية واحترام النظام " حيث أجمع المشاركون في الجلسات على أهمية هذا الجانب لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين إنسان المنطقة وتنمية المكان في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة ومحافظاتها نقلات ومشاريع تنموية ضخمة. وبحسب مجلة مكة الصادرة عن إمارة منطقة مكةالمكرمة ممثلة في الإدارة العامة للدراسات والعلاقات العامة فإنه خلال الجلسات التي تعقد في منزل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بشكل اسبوعي، وتستضيف الأئمة والخطباء والمشايخ والدعاة ، والشباب ورجال الأعمال ، ويلتقي فيها سموه أيضا بالمثقفين ورجال الإعلام ، وشيوخ القبائل ، ومديري الأجهزة الحكومية ، أكد أمير المنطقة أن الفرد السعودي يمتاز بسمات إسلامية ويتحلى بخصائص عربية جعلته متفردا عن غيرة ، إضافة إلى أنه يتصف بقيم سعودية مبنية على اسس مستسقاة من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة. ونوه الأمير خالد الفيصل إلى أن مصدري التشريع في المملكة يعملان على تعزيز مفهوم الشعور بالمسؤولية ويحثان على احترام الأنظمة . مشروع ثقافي وفكري وقال الأمير خالد الفيصل في هذا الشأن " تم الاتفاق على أن تكون رسالة " الشعور بالمسؤولية واحترام النظام " شعار أسبوعيات مجلس المنطقة للعام الحالي وأن يعمل الجميع على أن تكون مشروعاً ثقافياً فكريا وعمليا يرى النور ويسهم في بناء الإنسان ". ومضى سموه قائلا " لنا أسس وقيم ورسالات تتمثل في دستورنا العظيم القرآن الكريم ونهج محمد صلى الله عليه وسلم، المرتكز على مكارم الأخلاق ، كما أن قادة ومؤسسي المملكة سنوا أنظمة وقوانين ووضعوها نبراساً لنسير على نهجها ونقتفي أثرها ." رسالة إسلامية تخدم الدين وأكد الأمير خالد الفيصل في حديثه للشباب أن للسعوديين رسالة يتوجب عليهم تأديتها وأن يواجهوا كل التحديات والعوائق التي قد تقف في طريقهم ، مضيفا أن رسالة الإسلام تحث على احترام الأنظمة والشعور بالمسؤولية و في الوقت نفسه مشروع هدفه خدمة الدين ثم الوطن وتؤدي في الوقت نفسه إلى الحفاظ على مكتسبات التنمية. "شعلة الشباب" تتبنى المشروع وأشارت مجلة مكة إلى أن المشروع الذي شهدت أسبوعيات المجلس ميلاده لم يقف عند حدود التخطيط وطرح الأفكار بل وصلت الرسالة إلى عدة محافظات في المنطقة عبر شعلة ملتقى الشباب ، حيث أصبحت رسالة احترام النظام والشعور بالمسؤولية شعارا للملتقى وحمل الشباب على عاتقهم إيصال رسالة تتتصمن توعية المجتمع بأهمية الأنظمة وضرورة احترامها إضافة لتعزيز مفهوم الشعور بالمسؤولية. وزير العمل يلبي الدعوة ولفتت مجلة مكة في عددها الرابع عشر إلى أن وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه خص أسبوعيات المجلس والتي لبى فيها دعوة أمير المنطقة ورجال الأعمال بمعلومات وأرقام قدمت لأول مرة ، فيما ثمن الأمير خالد الفيصل للوزير الفقيه تلبيته الدعوة والاستماع لرؤى وأطروحات رجال أعمال المنطقة ، والذين طالبوا في جلسة سابقة بالالتقاء به ومناقشة ما يخص قطاع الأعمال وتوظيف الشباب. وفي الجلسة ذاتها أكد سموه أن إمارة المنطقة تعمل جاهدة من خلال أسبوعيات المجلس على الخروج بما يسهم في بناء الإنسان وتنمية المكان حيث أن أسبوعيات العام الحالي تناقش آلية استشعار المسؤولية واحترام الأنظمة بشكل عام. توفير فرص عمل شريفة من جهته استعرض وزير العمل من خلال عرض مرئي بعض الحلول طويلة وقصيرة المدى إضافة لاستراتيجيه وزارته في حل مشكلة البطالة والحلول المقترحة لتوطين الوظائف. وذكر المهندس فقيه أن وزارته تعمل على تنفيذ توجيهات القيادة التي تحرص دوما على توفير فرص العمل الشريفة والعادلة للمواطن والمواطنة ، مبينا أن وزارته عملت على وضع حلول على المدى البعيد ، من أهمها مواءمة مخرجات التعليم والتدريب ، ومراجعة سياسات القبول في التخصصات والإنفاق عليها ، والتقييم المستمر لمخرجات التدريب والتعليم والتطوير المستمر للمناهج. شيوخ القبائل القدوة الحسنة وذكرت مجلة مكه أن أمير منطقة مكةالمكرمة أكد في حديثه لشيوخ القبائل على ضرورة احترام القوانين والتي تعتبر ثقافة فرد تكبر وتنمو حتى تكون توجه مجتمع ، مشيرا إلى أن شيخ القبيلة لا بد أن يكون قدوة حسنة لأبناء قبيلته. وأضاف سموه "سنركز على موضوع الشعور بالمسؤولية واحترام النظام والتي لابد أن نحرص على التمتع بها كي ننعم بالتطور والحضارة والتي لن نستفيد منها ما لم نحترم الأنظمة ". بدورهم أبدى شيوخ القبائل استعدادهم لاستقطاع أوقات من المناسبات الخاصة للدعوة للالتزام بالأنظمة واحترامها والسعي لرفع مستوى الشعور بالمسؤولية لدى الجميع ، مؤكدين ضرورة تضافر الجهود لتحفيز جانب المسؤولية الاجتماعية كون المكتسبات وعائدات التنمية التي تشهدها المنطقة ثمارها لصالح المواطن ، منوهين إلى أن الشعور بالمسؤولية واجب ديني وإحساس وطني ، داعين لانخرط الجميع في كل ما من شأنه تعزيز هذا المفهوم وتنميته. انفاق ضخم يحتاج لوعي أكبر وفي ذات السياق وخلال جلسة مديري الأجهزة الحكومية في المنطقة أوردت مجلة مكة تأكد الأمير خالد الفيصل على ضرورة أن يواكب بناء الإنسان تنمية المكان ، ملحما إلى أن المبالغ التي تقدر بالمليارات وتنفق لصالح التنمية ومشاريعها ينقصها إحساس بالمسؤولية واحترام للأنظمة. وشدد سمو أمير المنطقة على أهمية إيجاد آلية عمل مؤسسي تحفز الشعور بالمسؤولية واحترام النظام لدى المواطن والمسؤول على حد سواء كونها جزء لا يتجزأ من بناء الإنسان ، معتبرا إياها بأنها الركيزة الإستراتيجية والتي يجب أن تتواءم مع تنمية المكان . ووصف الأمير خالد الفيصل ما تشهد منطقة مكة من مشاريع وعمل دءوب في شتى القطاعات وتحديدا فيما يخص المكان بأنها تنمية حقيقة ما يستدعي أن تتضافر الجهود ليواكب إنسان المنطقة التطور الحاصل وأن يعمل الجميع على تنمية الشعور بالمسؤولية واحترام الأنظمة. وقال أمير منطقة مكة " لا جدوى من تنمية المرافق والطرقات والمدن ما لم يواكبها شعور بالمسؤولية واحترام للأنظمة ، وأضاف " أعني المواطن والمسؤول على حد سواء فالدولة لم تدخر جهدا في اعتماد الميزانيات الضخمة " مستدركا سموه أنه في حال لم يوازي التنمية الكبرى وعي وإحساس بالمسؤولية فلا قيمة لها ولا جدوى منها ". البداية بالتجربة لبلوغ الديمومة وخلال الجلسة طرح المسؤولون في قطاعات المنطقة الحكومية مشروعات وأفكارا تدعم الرسالة التي تبناهتها " أسبوعيات المجلس" ، وفي البداية أرجع الأمير خالد الفيصل أسباب الحاجة إلى مشروع حقيقي لاحترام النظام والعمل به إلى عدة أمور يأتي في مقدمتها التهاون بالأنظمة وغياب استشعار المسؤولية لدى البعض. وفي هذا الجانب دعا سموه الجميع إلى العمل للوصول لمشروع يبدأ بالتجربة وينتهي بالديمومة شريطة أن يتم تنفيذه في وقت وجيز . كما اقترح المشاركون في النقاش استحداث برنامج توعوي ينفذه أشخاص يميزون بزي موحد بالتعاون مع الجهات الأمنية ويعملون على متابعة المخالفات في المرافق العامة ونصحهم وتوعيتهم ، داعين في الوقت نفسه إلى سن عقوبة ضد أي مخالفات تتعارض و استراتيجية في المنطقة. فيما تقدمت إدارة التربية والتعليم بمبادرة تنفذها عدة مدارس ، يحمل القائمون عليها على عاتقهم بث الوعي بين أفراد المجتمع بالإضافة لأهمية تحديد أولويات وأسس الإحساس بالمسؤولية لدى كافة فئات المجتمع كلٌ على حده تليها مرحلة التطبيق والانطلاق. آلية لتسريع بناء الإنسان وفي الجلسة التي استضاف رجال الإعلام والمثقفين نوهت مجلة مكة إلى أن الحضور أجمعوا على الطفرة التنموية التي تعيشها منطقة مكة ومحافظتها و أنها تشهدها نقلات نوعية في جانب النمو المكاني بالإضافة للمشروعات التي تصب في صالح التنمية الأمر الذي يحتم على الجميع إيجاد آلية تسرع وتيرة بناء الإنسان . وناقش أمير المنطقة مع الكتاب والمثقفين أبرز المنغصات التي تقف عائقا في تحقيق الرسالة ، وتبادل الحضور الأفكار والرؤى التي من شأنها إيصال الرسالة وتحقيق الهدف المنشود ، كما تممت اقتراح لغة مناسبة للخطاب بين الشباب ورجال الإعلام لإيصال الرسائل وبث التوعية . واتفق الحضور على ضرورة توحيد الخطوات والتشارك في العمل ما يمكن من الخروج بآلية تسرع بناء الإنسان ليلحق بتنمية المكان شريطة أن لا تخل الآليات والخطط المقترحة بالموازنة بين قطبي الاستراتيجية . دور المساجد ومجالس الأحياء وفي الجلسة التي استضافت أئمة وخطباء المساجد دعا الأمير خالد الفيصل إلى تفعيل دور المساجد في التوعية بضرورة تحقيق الرسالة و تفعيل دور الدعاة في هذا الجانب ، مؤكدا أن أداء الواجبات المناطة بأي فرد مرهون باستشعار المسؤولية ، واستدرك قائلا " إن اتقان المهام والأعمال لا يتحقق في حال الركون إلى الاتكالية سواء كانت على حساب المؤسسات بأنواعها أو حتى بين الأفراد بعضهم البعض ". بدورهم عزى الأئمة والخطباء النجاح إلى تضافر الجهود والابتعاد عن الاتكالية في تحمل المسؤوليات ، داعين إلى عمل جماعي مكثف يواكب التنمية، وأكدوا في مداخلاتهم أن المساجد إشعاع فكري وثقافي لابد أن يتم من خلال منابرها تأصيل ثقافة النظام والدعوة للشعور بالمسؤولية ، ثم اقترحوا تشكيل هيئات بالتعاون مع مجالس الأحياء تضطلع بتفعيل شعار المجلس ورسالته وتحويلها إلى مشروع ملموس يبدأ ثم ينطلق إلى جميع محافظات ومراكز المنطقة.