بسم الله الرحمن الرحيم مستشفى أم مقبرة ؟ ! تقف بجوار مداخل بوابات بعض المستشفيات مجموعة من سيارات نقل الموتى تصطف بجانب بعضها البعض وقد كتب عليها " مغسلة الأموات الخيرية " لا شك أن أهدافهم سامية تتسم بالجودة النوعية في تقديم خدمات متميزة ويمكن الحصول عليها بكل يسر وسهولة وبأقصى سرعة ممكنة ، وعلى مدار الساعة ، ولكن برغم ذلك فإن كل تنظيم لا يخلو من الايجابيات والسلبيات ولعل من السلبيات ذلك التأثير النفسي على مراجعي المستشفى من المرضى وأسرهم وزيادة القلق لديهم فكما هو معروف أن بعض المرضى تنتابهم حالة خوف من المرض ، ومن إجراء العمليات الجراحية ، ومن دخول المستشفى ، ومن الموت ، فكيف تكون إذن حالتهم النفسية بمشاهدتهم لتلك السيارات فوجودها قد يثير الهلع لدى البعض وبالتالي قد تتدهور حالتهم العضوية نتيجة لتأثرهم النفسي . لذلك نجد أن ديننا الحنيف قد حثنا على مراعاة نفسية المريض والحفاظ على سلامة صحته وتخفيف آلامه وأحزانه وان من أهم آداب عيادة المريض أن نفسح له في الأمل في الشفاء والمعافاة ولا نؤذيه بتذكيره بأن فلانا قد مات بنفس العلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئاً وهو يطيب بنفس المريض . كما وفرت الدولة كل الإمكانيات المادية والبشرية التي تحقق له ذلك ومنها تعيين كوادر من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المستشفيات لتحقيق التكيف النفسي والاجتماعي للمرضى لتجاوز الحالة المرضية العضوية بنجاح والتماثل للشفاء التام بإذن الله بعيداً عن الضغوط النفسية والمشكلات الاجتماعية . والمقترح يتمثل في عدم إيقاف سيارات نقل الموتى بجوار المستشفيات ، مراعاة لنفسيات المرضى وذويهم ، واستدعائها عند الحاجة لخدماتها أو تخصيص مكان بعيداً عن أعين المرضى . وجزى الله خيراً المتبرعين بهذا العمل الخيري ، ووالديهم . الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن حسن جان