ينبغي على الفرد المسلم أن يعي كلمة تربية فهي شاملة للأخلاق والسلوك والوعي والحضارة ,متى أستشعرنا معاني التربية أدركنا سمو الخلق ومعاملة البشر. فخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي يجسد لنا قيم وسلوك سمحة في معاملة البشر بل في معاملة الحيوانات والرفق بها ,فهو القائل في الحديث أن امرأة دخلت النار في هرة لاهي أطعمتها ولاهي جعلتها تأكل من خشاش الأرض, وهو القائل إماطة الاذى عن الطريق صدقة, وهو القائل عندما سأله رجل من أحق الناس بحسن صحابتي فقال له امك ثم امك ثم امك ثم اباك ,وهو القائل عندما طلب منه رجل ان يوصيه وقال له أوصيني يارسول الله فقال له لاتغضب وكررها عليه ثلاث مرات عندما عاد السؤال, وهو القائل ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد من يمتلك نفسه عند الغضب عليه الصلاة والسلام . متى استشعرنا قول خير البرية رسولنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وسلم عرفنا معنى التربية وقيمها . فللأسف الشديد اقولها ان البعض يمر على الأحاديث مجرد مرور دون استشعار وعمل بها قال رب العباد في كتابه الكريم(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( فمن يتدبر كتاب الله وسنة رسوله المصطفى وخلقه ويستشعرها في النفس والوجدان لعرف طريق التربية والسلوك الحسن والوعي والحضارة التي لاتتمثل حقا إلا في رسولنا الكريم وعقيدتنا . وديننا هو الدين الحق فينبغي على المسلم الحق أخذ الحيطة والحذر ممايروج من أفكار وسلوكيات خاطئة داخلة على المجتمع المسلم لإفساده والمساس بأبنائه وكرامته وعقيدته. فالغرب والشرق يدين لنا بالحضارة الإسلامية ,انا لا أطالب بعدم مشاهدة التلفاز ومقاطعة الاخرين بل اطالب بالوعي الإسلامي الصحيح الذي لابد على كل مسلم أن يتحلى به منهجا وخلقا فلنتعلم من الغرب ولنعلم الغرب ماهي حضارتنا وماهي قيمنا التي نشأنا بها وليكن شعارنا ترغيب ليس ترهيب. فسياسة الترهيب سياسة قد مر عليها الدهر اكل وشرب وليست بالطريقة التي كانت تمارس سابقا عند البعض نريد من يرغبنا في ديننا , نريد من يحببنا في العمل ,نريد من يرسم لنا البسمة ويضئ لنا الشمعة . فأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي اكبر أمة يوم القيامة تتدخل الجنة كما قال خير البرية . نريد ان نستشعر محبة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم فالدين المعاملة ليس الترهيب او القسوة هي من تنشأ جيلا يافعا يرعى مصالح الأمة ,وليس العنف في التربية طريقا الى الاستقامة , وليس الكبر واستحقار الاخرين والعنصرية من الدين. لانريد مجرد اقوال نريد تتطبيقا عمليا ملموس من أبنائنا فهم من لايستقيم الحال إلا بهم وكما قال أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق مابقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. وهذا وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. أحمد حمزة فودة مدرسة الفلاح الإبتدائية بمكة المكرمة