يواجه الأبناء الكثير من التحديات الفكرية التي لم تكن وليدة فكر إسلامي بحت ، فنحن في هذا العصر تحديداً ننادي ونناشد ونرفع شعارات تربية إسلامية بالقول فقط ، بينما تركنا الأمانة التي أودعها الله سبحانه وتعالى عندنا وهي مسؤوليتنا تجاه أبنائنا ، : ﴿يوصيكم الله في أولادكم﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا يجني والد على ولده " أين نحن من هذه الأمانة التي ألقيت على عاتقنا ؟ لتجد الواحد منا كما سبق وان ذكرت يرفع شعارات ونداءات بوجوب تطبيق تربية إسلامية بينما نجد أنفسنا قد تركنا أبناءنا يرضخون لأفكار منها الصحيح والخاطئ ، ومنها ما هو واقع تحت تأثير الغرب والتي تنقسم بطبيعتها إلى قسمين الأول منها ما يكتسبه الأبناء عن طريق المحاكاة والقسم الثاني محاك كخطط من قبل أعداء الأمة الإسلامية . عندما نحكي قصص أبنائنا ومتغيرات سلوكهم قد نحكيها بتهاون كبير دون النظر في عواقب هذه السلوكيات التي ربما يكون البعض منها خطراً عليهم في مستقبل الأيام ، ومن ثم نفاجأ مع مرور السنين أن هذه السلوكيات التي لم تأخذ منا بالاً ونتضاحك من سردها قد أصبحت خطراً يهدد أبناءنا ومن ثم نسارع في البحث سريعاً عن حلول لحل تلك المشكلات . إذاً علينا أن نتوخى الحذر والحيطة في تربية أبنائنا منذ نعومة أظفارهم ، وعلينا أن نتسلح بكل ما يعيننا ويساعدنا على التربية مستندين في ذلك على أسس التربية الإسلامية الحقة، إذ لا يمكن أن نحقق نتائج إيجابية إلا إذا تابعنا تلك الأسس . إضافة إلى ذلك علينا ألا نقوم بحجب تلك التأثيرات التي تُغير سلوك الأبناء إذ لابد أن نكون على وعي تام بتلك التأثيرات المغيرة للسلوك ، وعلينا إيضاح إيجابيات وسلبيات تلك المواقف . وإذا كان ولابد من حجب بعض تلك التأثيرات علينا تبرير ذلك سريعاً وبيان سلبيته المباشرة من نواحي متعددة دينية واجتماعية وثقافية . كما وأن واجبنا تجاه البناء أن نحقق معنى القدوة الصالحة لهم فنحن أول من يتأثرون بهم من الناس كي لا نُوجِد تناقضاً بين ما نطمح إلى تحقيقه وما نحن عليه: لا تنه عن خلق وتأتي مثله =عار عليك إذا فعلت عظيم ويدخل تحت إطار مبدأ القدوة أن نُحَبِب إليهم الشخصيات التي يجب أن يحتذي بهم وليس هناك أصل وأفضل في الإقتداء من شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضرب بسيرته العطرة أفضل الأمثلة لكيفية عيش الإنسان المسلم ، وقس على ذلك حياة الصحابة والتابعين والشخصيات الخيرة . ومن الأمور التي يجب أن نتنبه لها إتاحة مبدأ الحوار بيننا وبين أبنائنا ذلك لما له من أهمية بالغة في فيكشف حقائق الأمور والإقناع ، وهو مبدأ إسلامي ورد ذكره في القرآن الكريم قال تعالى : ﴿وشاورهم في الأمر﴾ وقال تعالى : ﴿وأمرهم شورى بينهم﴾ كما علينا كلما كبر أبناؤنا متابعتهم في تصرفاتهم ، طريقة معيشتهم والوقوف معهم لتحديد الشيء الصالح من الفاسد في حياتهم . أضف إلى ذلك تحميس الأبناء لطرق التفكير السليم البناء ، وذلك بإثارة محفزات التفكير والنقد لديهم وتوجيههم الوجهة السليمة مع مراعاة مبدأ القدوة الذي سبق وان ذكرته سابقاً حتى لا يكون هناك تناقضاً فكرياً لديهم . بطبيعة الحال ما سبق ذكره لا يعد إلا قطرة في مجال تربية الأبناء أو ربما مجهود لا يذكر أمام ما قد كتبه المفكرين في عالم التربية الإسلامية . -- كتبه: مروان جنبي تربوي - مكة المكرمة