تسعى التربية الإسلامية بكافة جوانبها إلى غرس الصفات الحميدة والأخلاق الحسنة في نفوس الناشئين، وتعليمهم إياها بأسلوب جذاب وفعّال حتى تصبح صفات راسخة في نفوسهم وسلوكهم ، فتربية الطفل من الأمور التي يجب على الوالدين الإخلاص فيها ، وتنشئته على تلك المبادئ الحميدة (الصدق والصراحة والأمانة والتعاون والمحبة والتسامح والعفو والإحسان ... إلى غير ذلك) ولا ريب أن أسلوب القصة والحكاية في بيان أهمية الخصال الحميدة من الأساليب المؤثرة في سلوك الأبناء ، ومن أجل تنمية هذه الخصال الحميدة في نفوس فلذات أكبادنا علينا أن نسرد لهم تلك القصص والحكايات بأسلوب تربوي علمي راقٍ يوضح لهم مدى خطورة التعامل بالخصال اللا محمودة مقرونة بآيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة ، فتعليمهم مضامين هذه القصص والحكايات فيه من الفوائد التربوية الكثير لأنها أمثلة موحية ومعبرة تعطي الأبناء مؤشرات صادقة عن عواقب التعامل بتلك الخصال اللا محمودة، فالقصة أسرع وسيلة نستطيع أن ننقل بها ما نريد إلى عقل الطفل ، فالخصال الحميدة قيم أخلاقية نبيلة يجب على الآباء والمدرسين وكل المشاركين في العملية التربوية أن يغرسوها في أفئدة وعقول الأبناء لأن قيمتها هي الوسيلة الرئيسية للولوج إلى حديقة المعرفة والثقافة والتنمية والتطور والرقي الحضاري ، وللقدوة الحسنة دور بالغ الأهمية في مجال تربية الأبناء المقرونة بالممارسة الصادقة الموضوعية ، فهي التي تشكل معالم شخصية الطفل ، وتغرس لديه المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التي يسير عليها في مضمار الحياة ، فمن يقتدى به الطفل يجب أن يكون نموذجاً صالحاً يعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها ، بل بالتعامل بها مع الآخرين ، فهي من الوسائل التي تزرع السلوك الايجابي في نفس الطفل ، ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية أن على الآباء تعليم الأبناء بطريقة ايجابية تبتعد عن النصح والإرشاد وتقوم على تقديم القدوة والصورة المثلى لأبنائهم من خلال الالتزام في الأفعال والسلوك ، لأن الطفل في أولى سنواته (مرحلة الطفولة) لديه مجموعة من السمات تؤهله لاستقبال كل سلوك إيجابي والعمل به فحين يشب وهو يرى سلوكيات الوالدين تدعو إلى البر والتقوى والإحسان والرحمة والتكافل لن يتردد في تقليدها ، لكن حين يلجأ الوالدان إلى النصح والإرشاد فإن الابن ينفر من ذلك ويبتعد عن كل ما يقال له، قال عليه الصلاة والسلام : (كفى بالمرء إثماً أن يُضيع من يعول) وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوالدين على الاهتمام بأبنائهما ورعايتهما وتربيتهما على أسس التربية الصحيحة التي تبدأ منذ اللحظة الأولى لقدومهما لهذه الحياة ، قال عليه الصلاة والسلام : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجزانه ...) . فتربية الأبناء تربية صحيحة مبنية على المنهج الإسلامي تخرج لنا جيلاً جديداً صالحاً نافعاً لأهله ومجتمعه وأمته. همسة : القدوة الحسنة خير من النصيحة . ومن أصدق من الله قيلاً (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).