يستعد وطننا الغالي للاحتفال بعرسه " 83" وهو يزهو ويعلو فخرا وعزاً، وتحل هذه المناسبة علينا كسعوديين في كل عام وفي غرة الميزان وهو اليوم المجيد الذي يفتخر ويتذكر فيه المواطن السعودي هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم الشتات لهذا الوطن المعطاء الذي كانت الفرقة تعمه والجهل يسوده والنعرات القبلية تضرب به يمنة ويسرة حتى أتى الموحد رحمه الله ووحد أطرافه وقبائله تحت راية واحدة " لا إله إلا الله محمد رسول الله " حيث رسم بهذا الشعار سياسة بلاده وجعل شعبه يفتخر بانتمائه لهذا الكيان العظيم طيب الله ثراك ياموحد بلادنا وأسكنك فسيح الجنات . في هذا اليوم كل سعودي يسجل فخره واعتزازه بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاه وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبح له المكانة الكبيرة بين الأمم. وعلينا أن نتذكر في هذه المناسبة العظيمة ماكان عليه أجدادنا من عناء العيش وما عاشه هؤلاء الأجداد من قسوة الحياة وافتقارها لأقل مقوماتها ، إلى أن أتى هذا العهد الجديد بعد فضل الله تعالى وأبدل تلك القساوة والعناء بحياة سعيدة رغيدة تنعم بأنواع النعم وأساليب الحضارة والتقدم بل وأصبحت تقارع من سبقها بكل ثقة واقتدار . الملك عبدالعزيز رحمه الله استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن . فعلينا ونحن نسترجع التاريخ أن نحمد الله سبحانه وتعالى أن اختارنا لأن نكون من أبناء هذا الوطن المعطاء وأن نحافظ على هذه النعم الظاهرة والباطنة وأن نكون يداً واحدة مع قادة بلادنا وسواعد لبناء حضارته وجنوداً يمنعون عنه كل شر وضرر . رئيس التحرير