لاشك أنه يوجد بيننا أشخاص متنوعون قد يختلفون باختلاف أفعالهم و أطباعهم وأيضا فهم يتميزون ويعرفون دائما من حيث تعاملهم وتواصلهم , كما أن سنوات العمل والخبرة هي التي قد تعرفك بهم وتجعلك لأن تحفظهم وأن تميز حتما فيما بينهم وأن تفرق كذلك مابين الطيب والخبيث والبطال كما أن الرجال يعرفون في المواقف والشدائد , إلا أن هناك البعض منهم ولا أعلم كم هي النسبة المئوية من حيث عدد ظهورهم والعلم عند الله , ولكن وبشكل تأكيدي يفترض بأننا قد وجدنا منهم ومثلما قد وجدت أنا أيضا وكما وجد بالفعل بقية زملائي الذين قد عملنا معا ( وهو المعني ) بواحد منهم ممن يعتبر نفسه ومع الأسف من بقية زملائنا , والذين كانوا بل ومازالوا ينافقون دائما من أجل التقرب العملي , حيث أن هذا الشخص المعني كان قد تعود مرارا وتكرارا لأن يبيع سنين العشرة والزمالة فيما بينه وبين بقية زملائه , ولهذا فهو لم يقدر أحدا منهم باسم العيش والملح سوى أن يكون همه الوحيد وفكره الشاغل بمحاولته الكسب والتقرب من هذا المهندس أو المشرف أو الرئيس أو حتى من هذا المدير ( في العمل ) , سواء أكان ذلك بتعظيمه أو بتمجيده أو بمدحه , كذلك ومن حيث إظهار حسن المحبة والمودة وفعل العمل الطيب بشكل تمثيلي أمامهم وعلى شكله الظاهر له , وأيضا ومن حيث نقل بعض الأكاذيب والتهاويل وابتداع النفاق بطرقه المتعددة والمختلفة , وحتى يصل إلى ما قد خطط له مسبقا وهو بالتسلق والصعود إلى الأعالي والقمم الشاهقة وحتى يجني منها العلو والمكانة المرموقة , وكذلك من معزة وتقدير وسهولة في التعامل وحسن المعاملة والتميز , ومن أجل نيل بعضا من شهادات التقدير أو من أجل الحصول على ترقية استثنائية أو حتى الحصول على أفضل درجة من التقييم مع نهاية كل سنة جديدة , وكل هذا فلم يكن سوى على ظهر وأكتاف بقية زملائه الطيبين , وأسميهم بالطيبين لأنهم فعلا طيبين كونهم يتغاضون عنه ويسامحوه في كل مرة عن كل زلاته وأخطائه المتعددة والمتكررة دائما , حتى أصبحوا حريصين كل الحرص في كل تعاملاتهم وتواصلهم معه , وبهذا فهو اليوم قد أصبح ذو شخصية معروفة وبغير مرغوبة ومكروهة أيضا من الجميع من جراء أفعاله المشينة والمعيبة والمخجلة في نفس الوقت , والنتيجة بأنه وبرغم ما قد توصل إليه من فائدة قد تكون شبه عملية فقط إلا أنه قد فقد الكثير من زملائه , وأصبح شخصا تافها بالنسبة لهم بسبب أفعاله , وبهذا فهو يفتقر في كثير من الأحيان إلى تكوين صداقة جادة وحقيقية وهو يعكس أيضا ومن خلال ذلك إلى انعدامه من وجود مقربين حوله أو حتى أصدقاء معه , وختاما .. فلقد أصبح النفاق مرضا اجتماعيا مزمنا والسبب يرجع إلى قضاء المصالح الشخصية بشكل عام ومنه النفاق العملي من أجل تحقيق هذه المصلحة , وقد بين الله سبحانه وتعالى بأن العدو هو المنافق حيث قال تعالى ) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) وقال تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا ) صدق الله العظيم , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . سامي أبودش كاتب سعودي . https://www.facebook.com/sami.a.abodash