إن في مقالي هذا , وخاصة لما قد يحتويه ويجسده عنواني , ماهو إلا وبحسب تعريفي العلمي والبسيط وأيضا المفهوم لمعناه بما يلي , فالنافق : هو الشخص ( الأول ) , وهو المتكلم أو المتحدث أمام ( المنافق ) , المنفق بالكلام الكثير أو بالحديث المملوء , وخاصة الممزوج بالكذب والأخطاء أو المبالغ فيه , أو بالغيبة والنميمة أو أو .. إلخ , والمنافق : فهو الشخص ( الثاني ) , وهو المستقبل للكلام أو للحديث أو السامع له والصادر من قبل ( النافق ) , كما أنه المتحكم فيه , وهو أيضا المترجم والنافخ له , كذلك المغير والمحرك لكل معانيه , بالإضافة إلى أنه هو المشكل وهو المزود والمنقص لما قد تضمنه , وكل ذلك بحسب ما قد جسده وأمر به عقله وقلبه وضميره الميت لأن يكون كذلك , وأما المنفوق : فهو الشخص ( الثالث والأخير ) , وهو المستمع للقيل والقال , المحب والمهتم لأن يعرف لما قد قيل عنه أو قد قال , وهو الفاتح لأذنيه الصاغي بكل حرية مطلقة للشخص ( المنافق ) , وهو بهذا يعد المسئول الأول والأخير , لأنه قد سمح لنفسه لأن يستقبل لعما قد شيع أو هول أو قد كذب أو قد حجم أو بولغ أو قد زود أو نوقص أو قد نقل له بكل زيف وخداع من قبل هذا الشخص ( المنافق ) , وحتى يوصله له بهدف التقرب والرضى والمحبة أو لفعل الخير له لا أكثر ولا أقل . فالنافق , والمنافق , والمنفوق ومع الأسف ماهم إلا تشكيلة أو عينة بسيطة لأحداث واقعة في مجتمعنا الحالي بشكل شبه يومي أو حتى إسبوعي ولكنها نادرا ما تكون بشكل شهري , ولأن هذه الشخصيات المتمثله أصبحت اليوم تشكل فسادا أخلاقيا وصورة حية لواقع نتعايشه في كل مكان نقصده , كالعمل أو مابين زملائنا أو حتى في المنزل أو في أماكن البيع والشراء أو أو .. إلخ , بهدف أن يقضي القوي على الضعيف ليخرج منهما سالما ( الشخص الثاني أو المنافق ) المستفيد من كلا الطرفين , بهدف المصالح المادية أولا , ومن ثم تأتي كثانيا المصالح العملية , أو كثالثا المصالح الأخرى ذات الإهتمام الجاد لها . فالملامة تقع أولا وأخيرا على الشخص الثالث والأخير ( المنفوق ) , فمهما أو أيا كان حجمه أو مركزه , سواء أكان شخصا مهما أو عاديا , فهو المتحكم الرئيسي والمنقذ للموقف , وهو المعالج والمصحح لكافة الأمور الصغيرة أو الكبيرة , وهو المراعي والمقدر , وهو الأقدر لأن يكون حتما سببا في إزالة لما قد يقتضي لإزالته , لأنه لو كان ومنذ البداية قد أوقف كل منافق قد قصده , أو جاء عنده عند حده , وعلمه أو كشف له عن خطأه , وأدبه بأحسن وبأفضل تأديب , وجازاه بخير جزاء يستحقه , فلما قد ظهرت لنا أو بائت أو قد تفتشت هذه الظاهره في مجتمعنا , ولما أصلا قد وجدناهم سواء أكانوا المنافقون أوحتى النافقون لهم , وختاما فكلهم جميعا قد قال الله فيهم بقوله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) , وقال تعالى (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) , فنسأل الله العلي القدير بأن يحفظنا وإياكم منهم ومن كيدهم و شروهم , وأن يفضحهم على شر أعمالهم , وأن يجعل كيدهم في نحورهم , فهو القادر سبحانه جل وعلى شأنه إنه على كل شي قدير . سامي أبودش كاتب سعودي . http://www.facebook.com/samiabudash