سألوه عندما تخرج ممن المرحلة الثانوية ما التخصص الذي قُبلت فيه في تلك الجامعة ؟ قال لهم في ذلك التخصص فكبُر مقداره في أعينهم وقالوا مهللين مستبشرين "ما شاء الله تبارك الله الله يوفقك يا بطل".وآخرون سألوا آخر فقال لهم في ذلك التخصص قبلت، قالها بنبرة حزينة ومطأطأً رأسه وبصره شاخص يترقب ردا قاسيا بانتظاره. وما أن انتهى من كلمته حتى نظروا إليه بنظرة ازدراء وتمتموا في داخلهم بعبارات غير مسموعة. تلك العبارات وتلك الكلمات الجميلة أعطت للأول حافزا ودافعا للتفوق إضافيا وبالمقابل كان ذلك الازدراء وتلك التمتمة الغير مسموعة مؤشرا سلبيا وتفكيرا مدمرا على الثاني. ومع بداية العام الدراسي إذا بالأول يستمر في إبداعه والآخر يستمر في التدهور والسبب كلمة. شباب كثيرون أعرفهم عن قرب نالتهم تلك العبارات التدميرية والازدراءت البشرية لكنهم بذلوا ما في وسعهم من قوة وحفزوا أنفسهم بأنفسهم وها هم اليوم ما بين معيد في تلك الجامعة وآخر قد اقترب من تولي منصبا راقيا وثالث يكمل دراسته العليا وها هو ينهي أولى سنواته بامتياز.وفي هذه اللحظات يشار إليهم بالبنان بعد أن كان الازدراء يطولهم. للأسف بعض الناس هدفهم التحطيم والتثبيط لمن يتخصص في تخصصات ليس لها صيت اجتماعي على الرغم من أن وظائف تلك التخصص فيها نوع من التعقيد والصعوبات وطول الانتظار بينما تلك التخصصات التي ليس لها صيت اجتماعي تتخرج منها في أسرع وقت وتجد الوظيفة أمامك. التخصص ليس من يأتي بالرزق،التخصص ما هو إلا سبب من أسباب البحث عن الرزق والله عز وجل قد كتب رزق كل إنسان وأجله،ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول فيما معنى الحديث))لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)). حتى على صعيد البحث عن الوظائف يلحقك الازدراء وتبتلى بالتحطيم ممن حولك من المثبطين مع أنك تبحث عن لقمة عيش كريمة تسد بها حاجتك وحاجة من تعولهم عن سؤال الناس. لا تلتفتوا لهؤلاء المثبطين اضربوا بأحاديثهم عرض الحائط ودعوهم في غوغائيهم يرددون كلماتهم وأحرفهم السيئة وأتبعوا المثل الحجازي الذي يقول "أذن من طين وأذن من عجين" تجاه هؤلاء المثبطين. ليس تخصصك في قسم لا مستقبل له كما تراه في الواقع نهاية كل الدنيا وانغلاق أبوابها اجتهد في ذلك التخصص إن لم تسمح لك إمكانية التحويل لتخصص أفضل.أبذل ما في وسعك من أجل التميز وحفز نفسك بنفسك فقد تكون معيدا في هذا التخصص أو تجد أمامك باب رزق قد فتح لك بعد توفيق الله عز وجل بسبب اجتهادك. وإن كنت في عمل يزدريه الناس تميز فيه وواظب.فقد تكون رئيسا في تلك الدائرة وقد تستقل بذاتك وتكون أعمالا خاصة بك تنقلك للأفضل والمستقبل الأجمل. خاتمة: ليس عيبا أن تكسب لقمة رزق حلال تسد بها رمقك ورمق أسرتك،العيب كل العيب من يأكل الحرام ويوفره لأسرته أو نائم وسط بيته ولا ينفع نفسه وأهله.