التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس , وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس , وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى سبحانه وتعالى , حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله , وقال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ تواضع لله رفعه الله) . وما وجدناه حقيقة وخاصة في زماننا هذا فلهو عكس لكثير من الأمور والتي كانت عليها في السابق , فلقد تواضع الأمير اليوم لأن يجعل بابه مفتوح لكل طالب له أو قاصد , ولكل غني كان أو فقير , بل و لكل عامة الشعب لكي يحل مشاكلهم , ويقف معهم ويلبي كل طلباتهم , بعكس تماما بل ومازالوا ممن يشوهون صورته أو أرادوا هم ذلك من حاشيته سواء أكانوا يمثلون من نائب له أو معين أو حتى خوي أو حارس له , فالبعض من كل هؤلاء أو ممن على شاكلتهم هم الذين جعلوا ومع الأسف بل ونصبوا ووضعوا الكثير من التعقيدات أو الحواجز أو الصعوبات في مقابلة هذا الأمير أيا ومهما كانت مهمته , فالملك يحفظه الله وأطال الله في عمره هو قدوتهم بل وقدوتنا جميعا في تواضعه مع عامة الشعب , لهذا فمن الطبيعي بأن بقية أصحاب السمو الأمراء قد أقتدوا به وهذا بلا شك , إلا أن المشكلة القائمة اليوم أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تفكير , وذلك بأن البعض من هؤلاء الحاشية هم السبب الواضح والحقيقي في جعل أوخلق هذه التعقيدات , لهذا فإن وجدنا أمرائنا اليوم يقفون معنا في السراء أو الضراء فلا نستغرب منهم لكل هذا التواضع , فالكبرياء التي حفظناها عنهم أو عرفناها منهم لم تكن لتكون متلازمة معهم سوى ممن جعلوها وخلقوها وهم من بعض حاشيتهم المصونة . فالكبرياء دائما وأبدا لله وحده جل وعلى شأنه , والتواضع دائما من شيم الرجال , ولهذا فالمواطن هو من زرع كبريائه بنفسه , وخاصة حينما يتقلد بأحد المناصب العليا عامة , فتجده يكابر على كل من يقصده أو لا يقوم بخدمتهم أو ربما لا يرغب في مقابلتهم أو حتى بالحديث معهم , إلا إن أتاه الأمر وبالقوة في تطبيق ذلك , ولكن الشي الأصعب في ذلك حينما يكون مقربا وبشكل كبير من سمو هذا الأمير أو ذاك , لتجده يكابر على كل من حوله , أو حتى لكل من يحاول الوصول إلى سموه لكي يقابله , فتجده أساسا هو من وضع كبريائه وطبقه بل ودرسه للغير , وحتى يعرفوا مقداره ووزنه , رغم أنه معروف منهم أو بينهم بأنه مجرد موظف , إلا أنه هو الواصل ومربط الفرس بينك أنت أيها المواطن وبين هذا الأمير والذي قد أردت مقابلته . وأخيرا .. إذ نتمنى من كل أصحاب السمو الأمراء وفقهم الله بأن يعلموا البعض من المسئولين , أو البعض من حاشيتهم بالقليل فقط من تواضعهم والذي قد أعتدناه منهم لكي يظهروه لنا في كل مناسبة , أو في كل من أراد مقابلتهم , كذلك وليتأكدوا تماما بأن المواطن أصبح يفهم ويعي ويدرك عما يمارس في حقه من قبل هذا المسئول أو هذا الخوي أوهذا الحارس أو أيا من كانوا من بعض هذه الحاشية من أخطاء أو تجاوزات ليحملوها أو ليرموا بها اللوم على ظهر هذا الأمير , مستغلين بمناصبهم أو بقربهم أو بنفوذهم منه , لأنهم أولا وأخيرا .. مازالوا يتحامون تحت ظله , ويعملون بإسمه . سامي أبودش كاتب سعودي . http://www.facebook.com/samiabudash