يكفيك جولة واحدة في شارع العرب بلندن أو في أي مركز تجاري يقصده المبتعثون الخليجيون لقضاء أوقات فراغهم لتعرف حجم معاناة المحجبة خارج البلاد لا تعاني بسبب منظر الحجاب أو بسبب عنصرية بعض المتعصبين بل للأسف معاناتها مصدرها بعض إخوانها من طلبة الخليج وأنا أخصص هذه الإشكالية في الخليج لانه الواقع المرير في مركز تجاري كبير بالمدينة التي اسكنها وهي مدينة ليدز واسم المركز The Light وهو مركز تجمع الطلبة المبتعثين وبالذات من الخليج . هناك وفي ستاربكس المقهى المعروف فصول أسوأ مشهد قد تراه في حياتك . الطاولات اغلبها من الخليج والشباب في انتظار أي طالبة تدخل ولو بالخطأ هناك لكي يتسابقون في تمثيل دور الرومانسي تجد بعضهم وقد وضع سماعة أذن ستايل وقد لبس ملابس تحوي كل ألوان الدنيا وكأنه في احتفال هندي وآخر يبدأ بنطاله من فوق السرة يرفعه خمس مرات في الدقيقة وآخر يمثل دور المشغول بجواله أو الايباد وكأنه يحضر في الذرة واختار الكافيه لعمل بعض التجارب و تنتقل جميع الكاميرات (العيون) إلى تفحص المسكينة وفي نفس الوقت يتهامس الكل في نفس الموضوع ( سعودية ؟ لا اعتقد كويتية / يا شيخ انا اعرفها تدرس معنا هي بحرينية / يا عمي قطرية واتحداكم/ يا إخوان أتوقع أنها طالبة عمانية / يا شباب ما بقى الا الإمارات خلوها إماراتية ) بعدها يتفق الكل على أن خليجنا واحد ولن يتغير الحال بمعرفة من أي البلاد أتت هذه الفتاة لا يقف الحال عند هذا الحد .. بل وصل إلى السير خلفهن في كل مكان والسعي للحصول على رقم الجوال أو البحث عنها في بعض البرامج مثل Who's here أو الجري خلفها إلى أن يتم تحديد منزلها وفي الوقت ذاته وأمام كل هؤلاء الشباب تمر فتاة انجليزية لا تغطي من جسدها إلا ما تيسر لها وفي كامل زينتها وقتها يطأطؤن رؤوسهم خجلا وتمدنا وحرية كل هذا يحدث لفتاة تركت أهلها ووطنها لكي تعود بالعلم والنفع . كل هذا (التحرش ) يقع لفتيات اعتقدن أنهن في حماية إخوانهم في الغربة وأنهن لن يصبن بأذى أمامهم . ينظر الغرب إليهن نظرة احترام وتقدير نظير الجهد الذي يبذلنه والتميز الملحوظ لهن في شتى المجالات ، في كل يوم يحققن بناتنا هنا النجاح يزيد احترامنا لهن . بناتنا في الخارج هم خير سفير لبنات الخليج بل لكل المسلمات ربما يقول أحدهم هناك من الفتيات من يتبرج وتظهر زينتها وتجذب الشباب . انا أتفق معه في هذا وهن قلة ولكني هنا أدافع عن العفيفة فقط . فتاة خليجية تشتكي من شاب صورها بجواله وهي مع صديقتها في السوق وأخرى تقول أن شابا ينتظرها عند باب العمارة كل يوم ليلقي عليها تحية الصباح والظهر والمساء و أكثر ما يحزنني . حينما تناقشت مع بعض الشباب حول هذا الأمر قال لي احد الشباب : في لندن اختارت إحدى المبتعثات أن تخلع حجابها نظرا لتحول العيون إليها كلما ذهبت إلى مكان عربي أو إلى الجامعة وان تنقبت طاردها العنصريون من الانجليز فهي بين نارين الغريب في الأمر أنها منذ أن خلعت حجابها لم يطاردها احد وأنا أقول لهذه الفتاة و لغيرها الحل ليس في خلع حجابك بل لا بد أن يتحجب هؤلاء الشباب الذين لم يقدروا المسؤولية و لم يصونوا عارهم أما أنتن فزينتكن في الالتزام بدينكن والاستمرار في النجاح . أنا هنا لا أعمم الموضوع فهناك مبتعثون هم مثال للخلق العالي والالتزام نتشرف بهم .... ولكنه واقع مرير لابد أن يرصد