الاختيار الأحمد لسمو أمير الأمن أحمد الحمد لله الذي أفاض علينا من جزيل آلائه أمناً وايمانا ، وأسبغ علينا من كريم ألطافه مًّنا وإحسانا ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إمام الأمن ورائده ، وحامل لواء الأمان وقائده ، وعلى صحبه خير الصحاب ، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الملوان وودق السحاب . أما بعد : فإن لله – سبحانه وتعالى – على عباده آلاءً ورحمات ، وهِبَات ومِنَناً كثيرات ، يمتن بها على البلاد والعباد. وإن من فضل الله تعالى على هذه البلاد المباركه أن مَنَّ عليها بالولاة الأماجد النبلاء، والأماثل الكرماء، الذين تتابعوا عليها في عقد وضَّاء ، وكرامة ونجابة شَمَّاء، منذ أسسها الإمام الملك العادل /عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وطيب ثراه . بيض الوجوه كريمة أنسابهم شم الأنوف من الطراز الأول وإن من لطف الله ومنّه تماسك هذا البناء، وتلاحم هذا الكيان ، حتى إن الأزمات لًتَمُر ، والفواجع تحصل ، فلا نزداد بفضل الله إلا تماسكا وتلاحما ، ومهما فُقد رمز ، أو توارى قامة ، أو أفل نجم ، سطع آخر . ففي الوقت الذي رُزِئت فيه بلادنا حرسها الله بفقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله سارت الأمور بكل سلامة وانسيابية نادرة ، هي محل الفخر والاعتزاز تاريخيا وعالميا ، وقد انحدر من تلك الأرومة المباركة ، والذؤابة السامقة ، شخصية فريدة ، وطراز متألق ، يتمثل في صاحب السمو الملكي المرموق ، والمسؤول الألمعي الموثوق ، وزير الداخلية الموموق ، الأمير الموفق / أحمد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه . ولقد أتحفنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيده وليست هذه بأولى مكارمة ومآثره فمع اختياره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد ، أتحفنا باختيار سمو الأمير أحمد وزيراً للداخلية ، حيث عَبَّر بجلاء عن طموح وتطلعات أبناء الوطن ، نظراً لما يتمتع به سموه من خبرات أمنية ، وكفاءة إدارية ، تجعله خير خلف للأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه . أتته الوزارة مشتاقة تجر إليه بأذيالها فلم تك تصلح إلا له ولم يك أنسب إلا لها وصاحب السمو الملكي الأمير / أحمد بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله أنعم الله عليه بصفات عديدة ، رائعة فريدة ، فهو رجل السياسة والإدارة والأمن ، ويملك خبرة كبيرة ودراية واسعة بالمشكلات الأمنية ، وسبل التعامل معها ، نظراً لخبرته الطويلة في عمله السابق نائباً لوزير الداخلية منذ عهد الملك خالد رحمه الله وطيب ثراه فقد رافق سموه ، فقيد الأمة الأمير نايف رحمه الله خلال سنوات طويلة من العمل الجاد داخل وزارة الداخلية ، حيث تعاملا مع كافة الملفات الأمنية ، والقضايا الوطنية ، ونجحا سويَّا في التصدي للمغرضين والمخربين ، وأصحاب الأفكار المنحرفة ، والآراء المنجرفة .وعملا على تعزيز الأمن والأمان، وهو يعد عضده اليمين ، ونائبه الأمين ، وساعده المكين وحليفه المتين ، حتى صارت بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله تعالى واحة أمن وأمان ، ودوحة سلام واطمئنان ، يأتيها الحجاج والعُمَّار ، والقاصدون والزوار لا يخشون إلا الله ، آمنين على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم . أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا وفَّوا وإن عقدوا شدُّوا وإن كانت النعماء فيهم جَزَوْا بها وإن أنعموا لا كدَّرُوها ولا كدّوا لقد سعد الجميع ، وابتهجت النفوس ، وأثلجت الصدور ، بالأمر الصائب لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله باختيار صاحب السمو الملكي الأمير الموفق / أحمد بن عبد العزيز آل سعود سدده الله وزيراً للداخلية ، وهو اختيار مبارك مسدّد يدل على حنكة سياسة ، وحصافة عقلية ، من قيادة حكيمة رشيدة ، لأنه وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وإنه خير خلف لخير سلف ، فهو أجدر من يملأ هذا المنصب المهم ، وأفضل من يتولى أعباء ودفَّة هذه الوزارة التي تتولى بفضل الله أمن هذه البقاع المقدسة . فهو الشخص القدير ورجل الأمن الكبير ، وذو الكفاءة الفذة ، والمقدرة النادرة ، لتولى هذا الصرح الأمني الشامخ . إذا قمر منا تغور أو خبا بدا قمر من جانب الأفق يسطع يؤكد ذلك تحدثا بنعمة الله على هذه البلاد المباركة شموخ أمنها ، وثبات أمرها ورسوخ حكمها ، وسلاسة وانسيابية أمورها ، الأمر الذي أقض مضاجع الحاقدين فأجلبوا بخيلهم ورجلهم ، فنعق ناعقوهم ، وأجلب مزايدوهم على بلادنا وقادتها وتلاحمها وتماسكها ، فبثوا الأراجيف والشائعات المغرضة ولكنها ولكنهم : كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، ولكننا ولله الحمد سنظل ثابتين على عقيدتنا متلاحمين مع ولاة أمرنا وقيادتنا ، مهما شنشن المشنشنون فستظل هذه البلاد صخرة صامدة في عقيدتها واستتباب أمنها ، تتهاوى على صلابتها وصمودها سهام المغرضين حتى تكون كما قال الأول : وكنت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال وتلك مِنَنٌ تُذْكر حين تسود الفتن ، وتعم المحن كبحر مائج متلاطم فيمن حولنا { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ويَتُخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِم } ( العنكبوت : 67 ) وذلك درس للأجيال ، ورسالة للشباب والمجتمع والأمة ، ألاَّ عاصم من ذلك كله إلا التمسك بالعقيدة الصحيحة ، والاعتصام بالكتاب والسنة والتلاحم بين القيادة والشعب والتماسك بين الرعاة والرعية . وختاما .. لكم يبهجنا وشد ما يسعدنا أن نزجي لسموه أصدق عبارات التهنئة وأشذى معانيها ، على هذا الاصطفاء والتبجيل ، والاختيار والتحجيل ، داعين الله تعالى أن يوفق سموه ويعينه على أداء الأمانة وتبعات الثقة ، وأن يمده بالتوفيق والتسديد ، والعون والتأييد . كما نسأله سبحانه أن يديم على وطننا الغالي نعمة الإسلام والأمن والأمان ،ويحفظ علينا عقيدتنا وقيادتنا ، إنه نعم المولى ، ونعم النصير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .