كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن متوسط هطول الأمطار في مناطق المملكة المختلفة، في عام 2023م، حيث سجّل مستوىً قياسيًّا بلغ نحو (106) ملم بزيادة كبيرة عن أعلى متوسط تم رصده خلال 2022م والذي بلغ نحو (91) ملم، وما تم رصده خلال (40) عامًا، والمقدر ب (103) ملم. واستعرضت الشبكة الهيدرولوجية وآبار المراقبة السنوية لعام 2023م للوزارة، مخرجات الشبكة الهيدرولوجية، وآبار المراقبة الدورية، والهاطل المطري، والجريان السطحي، وكميات المياه الواردة والمنصرفة من السدود، بالإضافة إلى حسابات التغذية، ومقدار التغيير في مستويات المياه الجوفية، ودرجات الحرارة، وسرعات الرياح في مناطق المملكة كافة. وأوضحت الوزارة أن توزيع متوسط هطول الأمطار السنوي لعامي 2022 و2023م، مقارنة بمتوسط الهطول خلال 40 عامًا بالمملكة شهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجلت (7) مناطق أعلى متوسط هطول مطري خلال 2023م، وهي: مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، القصيم، الباحة، جازان، نجران، وعسير التي تلقت أعلى كمية هطول مطري سنوي في 2023م بلغ (621) ملم بمحطة وادي زيد في المنطقة، وكان أعلى هاطل مطري يومي بالمملكة 13 مارس 2023 ب(148) ملم بمحطة الشقيق في منطقة جازان. وبحسب التقرير، أشارت الوزارة إلى أن تحليل بيانات السدود يشير إلى تأثير كبير للتغيرات الموسمية، مع زيادات ملحوظة للوارد والمنصرف من السيول في عام 2023م، مقارنة بعام 2022م، وظهر ذلك واضحًا في مناطق جازانومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، منوهة بأن إجمالي كميات المياه الواردة إلى السدود بلغ (1,580) مليون م3 تقريبًا، مقارنة ب (600) مليون م3 في عام 2022م، في حين بلغ إجمالي كميات المياه المنصرفة من السدود (1,515) مليون م3، مقارنة ب(500) مليون م3 في 2022م، وكانت أعلى كمية تراكمية من المياه الواردة في سد بيش بمنطقة جازان ب(151,35 ) مليون م3، كما تم تسجيل أعلى كمية المياه المنصرفة ب( 299,65 ) مليون م3 خلال عام 2023م لنفس السد. وتمت مقارنة الفترات السابقة منذ عام 1973 وحتى 2023م، لتُبين انخفاضا ملحوظا في مستويات المياه الجوفية في بعض الطبقات الرئيسية وصل إلى (183) مترًا، وأن هذا الانخفاض يعزى إلى استنزاف كبير في المياه الجوفية من النشاط الزراعي، وإذا استمر انخفاض مستويات المياه في آبار المراقبة فسيكون له آثار سلبية في المخزون المائي وجودة المياه مستقبلا، أما فيما يتعلق بخزانات الدرع العربي، فإن كمية المياه المستنزفة تكون عملية تجديدها بواسطة التغذية الطبيعية، بنسب متفاوتة بناءً على كمية الأمطار المتساقطة.