تحتضن منطقة نجران، العديد من التجارب الزراعية المبتكرة والتي تسهم بدورها في تحقق الاستدامة، مستفيدة من مقومات المنطقة البيئية كخصوبة التربة، ووفرة المياه، وصولاً إلى الابتكار والإبداع في أساليب وطرق الزراعة، واستزراع أنواع وأصناف من الفواكه والأشجار الجديدة والنادرة على المنطقة. وتمكن المواطن علي ظافر آل حارث، من إنشاء مزرعة نموذجية لزراعة ما يقارب ألفي شجرة بُن، حيث بدأ في التوسع في زراعة البُن تحت أشجار النخيل بالتعاون مع المزارعين المحليين، حيث يرى أن زراعة البُن في منطقة نجران لها مستقبل واعد بشكل تجاري سيسهم في تحقيق الأهداف المرسومة لإنتاج القهوة السعودية بالمملكة التي تستهدف إنتاج ما يقارب 2500 طن في عام 2032. وأشار إلى نجاح تجارب زراعة البُن في أحواض النخيل بالمنطقة، بعد زراعة أكثر من 100 ألف بذرة من البُن، والتي ستوزع على المزارعين، لزيادة أعداد أشجار البُن بالمنطقة خصوصاً مع النجاح الكبير لزراعتها ولمردودها الاقتصادي بوصفها منتجاً عالمياً. وأبان أن أشجار البُن تزرع من البذور الناضجة السليمة ذات اللون الأحمر والحجم الكبير في تربة زراعية، وتنبت في مدة من 6 إلى 7 أسابيع، ولا تحتاج إلى تطعيم، وبعد أن تنبت تنقل إلى مراكن حتى عُمر يصل لقرابة 6 إلى 12 شهراً، بعد ذلك تنقل إلى مواقعها الدائمة، وتغرس بمسافة من 2 إلى 3 أمتار عن بعضها. وتابع أنها تروى بحسب الحاجة، ويتم حمايتها في العام الأول من أشعة الشمس والرياح بتظليلها بسعف النخيل، أو الروكلين الأخضر، أو الخيش حتى تكبر، كما يفضل زراعتها في الأماكن متوسطة الظل لحمايتها من الشمس، مبيناً أن العمل يجري بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة على استكثار أشجارها عن طريق الأنسجة لتجنب الأصناف الجديدة الناتجة عن التلقيح الخلطي الطبيعي الذي يحصل في كل عملية عقد للأزهار وقد ينتج عنه أصناف غير مرغوب فيها. في السياق نفسه، أوضح المزارع حمد آل عباس، أن ما ساعده على نجاح تجربته في زراعة أكثر من 90 ألف نبتة من الاستيفيا العشبية، ما تتمتع به المنطقة من مقومات بيئية وطبيعية كخصوبة التربة، وعذوبة المياه، واعتدال الأجواء. وفق "أخبار 24". وأشار إلى أن الحصاد من زراعة النبتة يتم 3 مرات في كل عام، بتجفيف العشبة بعد الحصاد بعيداً عن أشعة الشمس، ثم تفصل الأوراق عن السيقان يدوياً، ليتم نقلها لخط الإنتاج عبر ماكينة مخصصة للنبات تم توفيرها في المزرعة لتجهيز المنتج للسوق المحلية، ويختبر استخراج السائل المركّز من عشبة الاستيفيا الذي يستخدم في الأطعمة والمشروبات. وتحدث آل عباس، عن أهمية زراعة نبتة الاستيفيا التي تحتاج لتربة معتدلة واستوائية لتنمو وتعيش، حيث يعتبر نباتاً عشبياً معمراً يمكث في التربة إلى سبع سنوات، وتزرع على مسافات تبلغ 5 سم بين كلّ نبتة وأخرى، ويبلغ طولها 8 سم، وتتميز باحتواء أوراقها على مجموعة من المركبات الطبيعية، إضافة إلى ما يتم استخلاصه منها من مسحوق أخضر ناعم أو مجروش، كما يتوفر مسحوق أبيض شبيه للسكر العادي، وهو مستخلص نبات الاستيفيا ذو التركيز العالي. فيما استعرض المزارع ناصر آل جلباب، تجربته في زراعة "ليمون الكافيار" كتجربة رائدة على مستوى مناطق المملكة، حيث نجحت تجربة استزراعه بالمنطقة، ويعتبر من فصيلة الحمضيات وموطنه الأصلي أستراليا، ويعد من الفواكه ذات القيمة المرتفعة لاحتوائها على فيتامين سي بتركيز عالٍ، لافتاً إلى أن إزهارها سيكون نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع لهذا العام.