أبدى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، نوعاً من القلق، من حصول أي دولة على أسلحة نووية؛ معللاً ذلك بأن العالم لا يتحمل "هيروشيما" جديدة، مؤكداً في ذات الوقت، على عدم وجود فائدة من حيازة الأسلحة النووية، لأنه لا يمكن استخدامها. وجدد الأمير محمد، التأكيد على محورية وأهمية القضية الفلسطينية؛ وقال في هذا الصدد "ستظل القضية الفلسطينية مهمة جداً، لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل"؛ مشيراً إلى أن هناك مباحثات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، للوصول لنتائج جيدة ترفع معانة الفلسطينيين، ملمحاً في ذات الوقت إلى أن السعودية تحقق تقدماً بإتجاه التطبيع مع إسرائيل، وقال "نقترب كل يوم أكثر" من التطبيع مع اسرائيل. وقال أن ما يثار حول تعليق المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل غير صحيح، وكل يوم تتقدم، معتبراً أنه إذ نجحت إدارة بايدن بعقد اتفاق يجمع السعودية وإسرائيل سيعد الأضخم من نوعه. وأكد ولي العهد في المقابلة التي أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، على الحق بإمتلاك سلاح نووي، ما إذا حازت إيران سلاحاً نووياً لأسباب أمنية ولتوازن القوى، عاداً، أن أي دولة تستخدم السلاح النووي، ستكون في حرب مع كل دول العالم. واعتبر الأمير محمد بن سلمان، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، كان عدواً للمملكة، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في إشارة إلى الأعمال التخريبية، التي وقف خلفها تنظيمه، في المملكة والعالم. ووجه ولي العهد رسالة لعائلات ضحايا أحداث 11/9 عبر فيها عن أسفه لأي شخص يخسر أحد من عائلته، فلا أحد يريد أن يخسر عائلته خاصة بطريقة كهذه، وأنه بالفعل كان هناك 15 سعودياً خطط لهم أسامة بن لادن، كما أنه خطط لكثير من الهجمات في السعودية، فمن غير المنطقي تماماً أنه تم العمل معه، فالذي قام بهجمات إرهابية في السعودية في التسعينات، وبعدها وقتل سعوديين وأجانب، عدو لنا ولأمريكا، فالهدف الرئيسي لأسامة بن لادن، وهذا حسب التقارير، هو تجنيد أكبر عدد ممكن من السعوديين، ليتأكد من خلق مشكلة بين السعودية وأمريكا، فإذا صدّق الأمريكيون هذا، يعني أن خطته نجحت. وقال ولي العهد خلال المقابلة عن الشأن المحلي "كنا نعاني من مشاكل في الماضي واتيحت فرص لم نستغلها والآن نستثمرها للمضي قدماً بالمملكة، في ظل ورؤية كبيرة جدا، كما نحاول أن نحقق الأهداف والمزيد منها بطموحات عريضة، فالشعب السعودي مؤمن بالتغيير وهم يدفعون لذلك، وأنا واحد منهم". ولفت الأمير محمد، إلى أن هدف المملكة الوصول بالسعودية للأفضل دائماً وتحويل التحديات إلى فرص، وأن رؤية 2030 طموحة وحققت مستهدفاتها بسرعة، فقد تم وضع مستهدفات جديدة بطموح أكبر، مؤكداً أنه يركّز وقته لمُتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها، وإن وتيرة التقدم ستستمر بسرعة أعلى ولن تتوقف أو تهدأ ليوم واحد. واستدل بفترة السبعينات، إذ كان الدخل أفضل من كوريا الجنوبية، بينما كان وضع المملكة في الثمانينات والتسعينات رقم 12 على العالم، وفي 2012 تم الوصول إلى مركز متقدم جداً على الصعيد الاقتصادي. وأوضح أن المملكة تحاول وتسعى لتحقيق الأهداف بطموحات عالية، وستكون ضمن أقوى اقتصادات العالم ولن تعود للوراء، مؤكداً تحقيق أسرع نمو في الناتج المحلي من G20 لعامين متتاليين، مشيراً إلى السعي لأن تكون السعودية، في مقدمة الدول بحجم الناتج المحلي. وحول المترددين بزيارة بزيارة المملكة، قال ولي العهد "السعودية أكبر قصة نجاح في القرن ال21″، مشيراً في الوقت عينه، إلى إن السياحة جذبت 40 مليون زيارة، فيما سيتم استهداف 150 مليونا في 2030، رابطاً ذلك، باستثمار المملكة في السياحة، وهو القطاع الذي رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3 % إلى 7 %، مشيراً إلى أن استقطاب السياحة، مرتبط بتطوير قطاع الرياضة والترفيه والثقافة. ولم يُخفِ ولي العهد، الرغبة بقدوم شركات أمريكية وأجنبية للاستثمار في بيئة آمنة في الشرق الأوسط. وفي الشأن الرياضي، رد ولي العهد على اتهامات الغسيل الرياضي وقال "سمّها بما شئت.. لا اهتم طالما هناك زيادة في الناتج المحلي"؛ معتبراً في ذات الوقت أن الاندماج المخطط لاتحاد "إل. أي. في" للجولف واتحاد المحترفين، سيكون بمثابة "تغيير" لرياضة الجولف، كاشفاً التخطيط، لأن تسهم الرياضة ب1.5 بالمائة، في الناتج المحلي قريباً. وفي الملف الأمني والقضائي، قطع الأمير محمد بن سلمان بإصلاح الأنظمة القانونية، للتأكد من عدم تكرار خطأ كمقتل جمال خاشقجي الذي تمت محاكمة من تورطوا بقتله، لكن لا يمكن إملاء الأحكام على القضاء. وعلق على حكم الإعدام الصادر بحق رجل انتقد المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي بقوله "آمل أن يرى القاضي القادم الذي ينظر القضية الأمور بشكل مختلف". وفي ملف النفط، قال ولي العهد، إن قرارات خفض إنتاج النفط هدفها استقرار السوق وليس مساعدة روسيا في حربها بأوكرانيا. وتابع "إننا فقط نراقب العرض والطلب، فإذا حدث نقص في المعروض فإن دورنا في أوبك هو سد هذا النقص؛ وإذا كان هناك فائض في المعروض فإن دورنا في أوبك هو ضبط ذلك من أجل استقرار السوق". وحول الحرب الروسية الأوكرانية، أكد ولي العهد على عدم طرف على حساب آخر، فالعلاقات السعودية الروسية جيدة، والعلاقات السعودية الأوكرانية كذلك، مبدياً تفضيل مسار الحوار لإنهاء الحرب، مؤكداً رفض غزو دولة لأخرى، لأن ذلك يعتبر مخالفاً للمواثيق الدولية. وجزم ولي العهد، بأن تطور العلاقات بين المملكة والصين، ليس على حساب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه على تواصل مستمر مع الرئيس الصيني، فهو يبذل قصارى جهدة لخدمة بلاده كونه يريد لها النجاح والنمو، وأن لا أحد يريد أن يرى الصين ضعيفة، مبدياً ايمانه بصين واحدة، وأمريكا كذلك. وعن اتفاقية الطريق الذي يربط المملكة بالهند وأوروبا، أكد أن المشروع الذي يربط الهند بالشرق الأوسط وبأوروبا مهم، وسيختصر الحركة الاقتصادية ما بين 3 إلى 6 أيام، وإن اللوجستيات مهمة جدا وهناك اتفاقيات مع دول ومناطق أخرى، حتى تتأكد من وصول السلع بالوقت المناسب، ومن جهة أخرى هناك محاولات لتنويع الاقتصاد، ملمحاً إلى المنافسة الكبيرة في قمة مجموعة العشرين مع الهند. وحول إيران، أكد ولي العهد، إنه لتتحقق أهداف في السعودية، يجب أن تكون المنطقة مستقرة، وأن إيران تتعامل مع المصالحة التي أجريت مع السعودية بشكل جدي، وأن المملكة تريد من إيران العمل مع دول المنطقة بشكل إيجابي، مشيراً إلى أن العلاقة مع إيران تتقدم جيداً، مبدياً أمله باستمرارها لصالح أمن المنطقة واستقرارها. وبينما أكد عدم اختيار الصين كويسط بين المملكة وإيران، إنما هي من عرضت وساطتها، أمل من الإيرانيين بذل قصارى جهدهم في مسار تحسين العلاقات، معتبراً أن لعب أندية سعودية في الملاعب الإيرانية "أمر جيد". وقال في هذا الجانب "نريد أن نرى العراقوإيران والمنطقة في تقدم مستمر". وأكد ولي العهد أنه عندما تضطرب المنطقة تنشط الجماعات المسلحة والعمليات الإرهابية، ولا "نريد ذلك". ووصف العلاقات مع أمريكا بأنها معقدة، لكن تربطه علاقة طيبة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، جازماً بأن الاتفاقيات المرتقبة مع واشنطن، مفيدة للبلدين ولأمن المنطقة والعالم، معتبراً أن السياسة تتغير لخدمة أهداف البلاد، واليوم هناك تعاون مع بشكل مميز مع إدارة بايدن، فالمملكة بلد مهم، والجميع يسعى لعلاقات جيدة معها. وفق "أخبار 24". وحول ورقة شراء السلاح، قال ولي العهد "انتقالنا لشراء الأسلحة من دول غير أمريكا ليس من مصلحة واشنطن. نحن من أكبر 5 مشترين للأسلحة الأمريكية وبيننا وبين واشنطن روابط أمنية مهمة". وفيما يتربط بالملف اليمني، شدد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تعد أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم ومستقبلاً، وأن الوقت قد حان للسعي لإنهاء الصراع في اليمن، وقال "لا نريد أن نرى مشاكل في اليمن، لدينا أطول فترة وقف لإطلاق النار، ونعمل مع جميع الجبهات بشأن هذا الملف ومهتمون بانتعاش اقتصاده".