ليلة تاريخية عاشها حارس المغرب ياسين بونو بعدما تمكن من قيادة منتخب بلاده للوصول إلى دور الثمانية في مونديال قطر 2022، عقب تخطي عقبة المنتخب الإسباني بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وفي عالم الكرة المغربية، يعتبر بادو الزاكي أسطورة حراسة المرمى الذي طالما دافع عن عرين المنتخب المغربي، ورغم أن الكثيرين لم يشاهدوه فى الملاعب لكنهم سمعوا عن أدائه البطولي، واليوم تسلم منه الراية الحارس العملاق ياسين بونو ليكتب اسمه فى تاريخ الكرة العالمية، وخصوصا سجلات المونديال كواحد من الحراس المعدودين الذين يتصدون لركلتي جزاء في الأدوار الإقصائية بالمونديال. خليفة بادو الزاكي بادو الزاكي نفسه خرج في تصريحات صحفية قبل انطلاق مونديال قطر ليؤكد أن ياسين بونو خليفته في الملاعب، وشدد على أحقيته بالدفاع عن عرين الأسود بصفة أساسية، وجاء مونديال 2022 ليؤكد أن بونو هو الوريث الشرعي لعرش بادو الزاكي في حراسة مرمى أسود الأطلس. تألق بونو مع المغرب ليس وليد الصدفة، وإنما نتاج عمل واجتهاد ولأنه اختار بقلبه وعقله المنتخب المغربي ورفض تمثيل أي بلد آخر لا سيما أنه ولد في كندا لكنه عاد مع أسرته إلى المغرب، وهو في سن الثلاث سنوات، والتحق بأكاديمية الوداد المغربي في سن الثامنة، ثم انطلق في رحلة احترافية ومر بعدة محطاته منها أتلتيكو مدريد ثم ريال سرقسطة قبل انتقاله إلى نادي جيرونا ثم حط الرحال في نادي إشبيلية أخيرًا، الذي حاز معه على جائزة زامورا عام 2021 التي تمنح لأقل حارس تلقيًا للأهداف في الدوري الإسباني. صناعة التاريخ المفارقة أن بونو كان مهددًا بالغياب عن المباراة بعدما تعرض لإصابة في مباراة بلجيكا في دور المجموعات ثم شارك أمام كندا لكن حامت الشكوك حول جاهزيته لكنه رفض الراحة وشارك في التدريبات ليكون جاهزًا لمواجهة إسبانيا التاريخية، وبالفعل كان صاحب الدور الأبرز في المباراة. كل من شاهد ركلات الترجيح بين المغرب وإسبانيا أعجبته طريقة بونو المميزة في التصدي لركلات الترجيح، لا سيما أنها تشبه مراوغات المهاجمين للمدافعين، فقد كان يراوغ بجسده يمينا ويسار ليشتت المسدد قبل أن يذهب وراء الكرة للتصدي لها، وفي نهاية وصل إلى مراده وقاد بلاده إلى الفوز. ومن الأرقام القياسية التي ستظل خالدة في تاريخ المونديال أن بونو فعل ما لا لم يقدر عليه حارس عربي أو أفريقي من قبل، ويتمثل ذلك في التصدي لأكثر من ركلة جزاء في كأس العالم خلال مباراة واحدة. إشادة المنافس بعد انتهاء المباراة قال ياسين بونو في تصريحات صحفية: "هذه لحظة تاريخية.. نشكر الجماهير التي ساندتنا.. قدمنا مباراة رائعة ولم نستسلم رغم أن إسبانيا استحوذت على الكرة"، مضيفًا: "كنا أذكياء وتعاملنا مع المباراة بطريقة جيدة.. حاولنا تدبير الضغط الذي كان علينا". وما يؤكد أن أداء حارس المغرب اليوم كان تاريخيًا ما قاله مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي بأن بونو "حارس رائع في ركلات الترجيح واليوم كان رائعا".. وقيمة هذه الشهادة أنها جاءت من مدرب المنافس لتؤكد على قيمة بونو الذي تأمل الجماهير أن يستمر في تقديم عروض قوية في المباريات المقبلة.