يحتفل العالم في يوم 16 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتسامح، والذي احتفلت به الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة عام 1995، بهدف تعزيز حقوق الإنسان والحريات لدى المجتمعات لضمان بقائها. وأطلقت منظمة اليونيسكو في نفس العام جائزة مادانجيت سنغ بمناسبة مرور 125 عاماً على ميلاد المهاتما غاندي، لتعزيز قيمة التسامح واللاعنف في الأنشطة المختلفة العلمية والفنية والثقافية والتواصلية. وسبق الإسلام كل تلك الجهود البشرية في نشر التسامح والعمل به بأكثر من 1440 عام بقرآن كريم يُتلى وسنة نبوية شريفة تُتبع، دلنا عليها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وظهرت جلية في تعامله مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى. وفيما يلي نستعرض مظاهر تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب: الحقوق التي أقرّها النبي لأهل الكتاب في المدينة كفل النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب في المدينةالمنورة عدداً من الحقوق: وهي: "الحق في الحياة، والحق في اختيار الدين، والحق في التملك، وحق الحماية والدفاع، وحق العدل في المعاملة ورفع الظلم". فلم يقم النبي ولا الصحابة بقتل يهودي من دون حق، ولم يحاول إكراه اليهود على اعتناق الإسلام، كما أقرّ لهم امتلاك البيوت والمزارع والتجارة، وتكفّل بحمايتهم من الأعداء الخارجيين، ولم يتوان عن الحكم لصالح يهودي إن كان على حق. وفق "أخبار 24". تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود وأقدم النبي كثيراً على زيارة مرضى اليهود، كما قبل منهم الهدايا ولم يردهم، فضلاً عن مواقفه الشريفة في العفو والصفح عن مسيئهم، كما لم يرفض الشراء والبيع والرهن عندهم، وكان يتواضع صلى الله عليه وسلم في محاورتهم ولم يتكبر عليهم. تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع النصارى وأوصى النبي بالقبط خيرا، وكفل لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية وعدم إكراههم على الدخول في الدين الإسلامي، وعقد المعاهدات معهم مثل معاهداته مع نصارى نجران، ومع نصارى جرباء وأذرح.