تصدر خبر رحيل رائد الأعمال الخيرية رجل الأعمال الشيخ عبد الله السبيعي الترند، بعد ساعات قليلة من إعلان خبر وفاته اليوم (الخميس) عن عمر يناهز 100 عام، تاركاً إرثاً كبيراً من الأعمال الخيرية والوقفية للمشاريع الدعوية والتنموية. مولده وتعليمه: وُلد الشيخ عبد الله السبيعي في عام 1923 م في بيت طيني بسيط بمدينة عنيزة، حيث توفي والده في المدينةالمنورة وكان عمر الشيخ عبدالله آنذاك لا يتجاوز السنتين، وكان لوالدتهم دورٌ كبير في نشأتهم؛ لأن والدهم كان كثير التنقل بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة سعياً إلى طلب الرزق. بدأ الشيخ عبدالله تعليمه الأول في البيت من مشاهداته للأم القدوة، حسنة الحديث والتعامل مع أقاربها وجيرانها، وعندما ناهز السادسة من العمر تلقى تعليمه الأولي في مدينة عنيزة، حيث حصل على قسط من التعليم مثل أبناء جيله في ذلك الزمان. وفي مكةالمكرمة لم يتوقف الشيخ عبد الله عن مواصلة تعليمه، بل أتيحت له الفرصة بشكل أكبر لذلك، فعناية الحجازيين، والمكيين بوجه الخصوص، بدراسة الخط والإنشاء وعلوم الحساب مشهورة وقديمة، فحرص على إكمال تعليمه، والتحق بمدرسة الشيخ الحلواني الشهيرة، بالإضافة لحضور دروس العلماء في الحرم المكي الشريف. حياته التجارية: وأثناء تعلمه بدأ حياته التجارية التي تكللت فيما بعد بنجاح باهر، فقد كانت البداية أن افتتح أول محل له شريكا مع أحد تجار مكة في محل صغير لبيع الأقمشة بسوق الجودرية، وبعد فترة بسيطة شارك الشيخ عبدالله أخاه الشيخ محمد بالتجارة، وكانت الانطلاقة، حيث اكتسب الشيخان من خلال إقامتهما في الحجاز وفي مكةالمكرمة ومن خلال التعامل مع الحجاج والمعتمرين أفقاً واسعاً واطلاعاً كبيراً على ثقافات الشعوب وطباعها وكثيراً من عاداتها. في عام 1933 أسس الأخوان (شركة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي)، ثم توسعت تجارتهما بعد أن انتقلت إلى جدة، لتشمل أنشطة متعددة مثل الصرافة والعقار والمواد الغذائية والمقاولات وتجارة المواشي والأقمشة، ولقد كان تطبيق المبادئ الإسلامية الشرعيّة الحميدة قاعدة تعاملهما في التجارة. ونمت تجارتهما وأصبح النشاط العقاري والنشاط الصيرفي النشاطين الرئيسيين للمجموعة، واستمر عملهما في الصرافة إلى أن تم إنشاء أحد أحدث البنوك السعودية اليوم، وهو (بنك البلاد)، ليصبحا من أكبر مؤسسي البنك. تقاسم الثروة مع أخيه: وفي عام 2010م قرر الشيخان محمد وعبدالله بكل سماحة ومودة تقاسم استثماراتهما وثروتهما، بعد شراكة دامت أكثر من 78 عاماً، زينتها المحبة الأخوية والإيثار والإخلاص والجهد والتفاني والمثابرة والعصامية المبنيّة على القيم الإسلامية الأصيلة، التي حرصا على غرسها في أبنائهما وجميع موظفي الشركة العاملين معهما. وبعد أن تم التقاسم بكل سهولة ويسر تتويجا لعلاقتهما الأخوية الراقية، تم تأسيس شركة عبدالله إبراهيم محمد السبيعي (إيمز) القابضة، التي تملك وتدير حقيبة متنوّعة من الاستثمارات في قطاعات مختلفة، كالقطاع العقاري، والصناعي، والتعليمي، وقطاع التجزئة، والفندقة، وقطاع الاستثمارات المالية. من تلك القطاعات ما هو راسخ برسوخ خبرة الشركة الطويلة في مجال العمل التجاري، ومنها ما هو مستحدث واعد كما هو مستقبل الشركة المشرق. الأعمال الخيرية: لقد كان الشيخ عبد الله إبراهيم السبيعي قريبًا من المحتاجين والفقراء متلمسًا حاجاتهم، وكان ارتباطه بالعمل الخيري قبل تأسيس مؤسسة محمد وعبد الله السبيعي الخيرية يقوم على علاقة فردية بينه وبين المستحقين للبر، وكان يباشر أعماله الخيرية المتعددة بنفسه. وفق "أخبار 24". ولحرصه على أن يذهب المال لمن يستحقه؛ رأى أن يتحول للعمل الخيري المؤسس على ضوابط دقيقة؛ لتحقيق أقصى درجات الفائدة وتحقيق الأهداف المنشودة على نطاق واسع، وقد قرر هو وأخوه محمد تأسيس مؤسسة محمد وعبد الله السبيعي الخيرية التي تقف على دعم الكثير من الأعمال الخيرية.