لازالت قصص البطولة في التصدي للإرهابي “برينتون تارانت”؛ منفذ مذبحة المسجدين التي شهدتها مدينة كرايستشيرش بنيوزلاندا وراح ضحيتها العشرات تتكشف، بعد أن بينت تحريات المحققين عن المواطن الأفغاني عبد العزيز الذي طارد المسلح حتى فراره، وذهب لمن تبقى من المصلين ليخبرهم أنهم في أمان. وقال عبد العزيز، الذي يعيش في المدينة منذ عامين ونصف، إنه انتبه لصياح أحد المصلين الذي يستغيث من وجود مسلح يفتح النار على الساجدين، فجرى نحو الإرهابي تارانت خارج مسجد لينوود، لافتا إلى أنه شاهد شخصا يرتدي زي الجيش وعندما شاهده وجده يوجه السباب له وللمصلين، فأدرك أنه الجاني. وأشار إلى أنه لم يجد شيئا يدافع به عن نفسه سوى آلة بطاقات الائتمان فأخذها لتكون سلاحا له، فيما شاهد تارانت يعود إلى سيارته لجلب بندقية أخرى بعد أن فرغت ما بيده، فقام بإلقاء بطاقة الائتمان على المجرم فما كان منه إلا أن فتح النار عليه لكنه اختبأ بين السيارات. وبين أنه وجد بندقية أخرى كان قد تركها تارانت لكنها كانت فارغة، فقام بجذب الزناد لتهديد الجاني والإيحاء له بأن بها طلقات ثم صرخ في وجهه بالقول: “تعال هنا”، مشيرا بحسب وكالة “رويترز” إلى أنه كان يريد فقط أن يوجه تركيزه عليه لا على المصلين. ولفت عبد العزيز (48 عاماً) إلى أن تارانت دخل المسجد مرة أخرى فتبعه وواجهه ثانيةً، وعندما رآه الجاني بيده السلاح ومصر على مطاردته عاد مسرعا نحو سيارته، فقام عبد العزيز بإلقاء البندقية على زجاج السيارة كأنها سهم، فوجه له تارانت السباب وفر هاربا. وأكد عبد العزيز أن أربعة من أولاده كانوا معه في المسجد عندما وقع الهجوم، مشيرا إلى أن قرابة 100 من المصلين اختبئوا في المسجد أثناء الهجوم وخرجوا جميعا دون أن يمسهم أذى. وأضاف: “عندما عدت إلى المسجد استطعت أن أرى أن الجميع كانوا في غاية الخوف ويحاولون الاحتماء. قلت لهم يا إخوة أنتم الآن في أمان، فقد ذهب. هرب، ثم انخرط الجميع في البكاء”.