عندما تقدم الإرهابي نحو مسجد لينوود، أحد المسجدين اللذين طالهما هجوم نيوزيلندا وقتل الذين كانوا في الطريق إليه، لم يختبئ عبدالعزيز، بل التقط أول شيء تمكن من العثور عليه، وهو جهاز بطاقة ائتمان، وركض خارجًا وهو يصرخ في وجه الإرهابي قائلًا: «تعال هنا». وقال إنه لم يشعر بالخوف أو بأي شيء عند مواجهة الإرهابي، قائلًا: «كنت كأنني أتحرك بشكل آلي». منع الإرهابي من قتل الناس أكد إمام مسجد لينوود لطيف ألابي أنه لولا تدخل عبدالعزيز لأوقع الإرهابي ضحايا أكثر في المسجد، مضيفًا: «لو دخل الإرهابي المسجد لكان قتلنا جميعًا». وأوضح الإمام أنه سمع صوتًا خارج المسجد في حوالى الساعة 1:55 بعد الظهر، فتوقف عن الصلاة حيث كان يؤم المصلين، ونظر من النافذة. ورأى رجلًا يرتدي ملابس سوداء عسكرية وخوذة ويحمل بندقية كبيرة، وافترض أنه شرطي. ثم رأى جثتين وسمع الإرهابي يصيح بألفاظ بذيئة. وقال الإمام إنه أدرك حينها طبيعة الهجوم. صاح الإمام في المصلين وعددهم أكثر من 80 لينخفضوا، فترددوا، وعندما دوى صوت إحدى الطلقات وتهشمت نافذة وسقطت جثة، بدأ الناس يدركون أن الأمر حقيقي. وقال ألابي في إشارة الى عبدالعزيز: «ثم جاء هذا الأخ. تعقبه وتمكن من التغلب عليه وهذا ما أنقذنا.. بدون ذلك، لتمكن الإرهابي من دخول المسجد فمن المحتمل أن يكون قد قتلنا جميعًا». تشتيت انتباه القاتل من جهته، قال عبدالعزيز إنه وهو يركض للخارج صارخًا كان يأمل في تشتيت انتباه الإرهابي. وقال إن الإرهابي ركض عائدًا إلى سيارته للحصول على سلاح آخر، عندها ألقى عبدالعزيز آلة بطاقة الائتمان عليه. وأضاف أنه تمكن من سماع ولديه الصغيرين (11 عامًا و5 أعوام) يحثانه على العودة إلى داخل المسجد. مطاردة سيارة الجاني في الشارع عاد الإرهابي وأطلق النار، حينها ركض عبدالعزيز مناورًا بين السيارات المتوقفة في الممر مما حال دون تمكن الإرهابي من توجيه رصاصة صائبة له، ثم رصد عبدالعزيز بندقية تركها الإرهابي وأمسكها ووجهها وإصبعه على الزناد، إلا أنها كانت فارغة من الرصاص. وقال عبدالعزيز إن الإرهابي جرى عائدًا إلى السيارة للمرة الثانية، المرجح ليأتي بسلاح آخر. وتابع عبدالعزيز: «دخل سيارته، فألقيت عليه بندقية ارتطمت على نافذته كالسهم وهشمتها.. تهشم الزجاج الأمامي.. لهذا السبب شعر بالذعر». وقال إن الإرهابي كان يشتمه ويصرخ بأنه سوف يقتلهم جميعًا، لكنه ابتعد بالسيارة، وقال عزيز إنه طارد السيارة في الشارع حتى إشارة حمراء قبل أن تنعطف وتفر بسرعة. وتشير مقاطع مصورة على الإنترنت إلى أن شرطيين تمكنوا من إجبار السيارة على الخروج من الطريق وسحب الإرهابي منها بعد فترة وجيزة. البطل عبدالعزيز • من أفغانستان«كابول». • غادر كلاجئ عندما كان فتى. • عاش 25 عامًا في أستراليا. • انتقل إلى نيوزيلندا قبل عامين. • يعتقد أن نيوزيلندا «بلد سلمي».