إن النقد البناء الهادف لايفسد للود قضية كما يقال بل على العكس فهو سبيل لتعديل الرؤية والتخطيط والعودة لجادة الصواب فكلنا ذاك المقصر المبتغي للوصول لأعلى درجات المثالية والإنضباطيه ولاكن الداء الذي ليس له دواء، هو داء التصنيف ووضع الناس في قوالب معينه بناء على نظرة قاصرة وزاوية ضيقة من وجهة نظر لاترقى لأن تكون متجردة لحق عدا أن تكون منصفه ومحقه في تصورها فالمخطئ ليس شجرة الزقوم ولا ماء تعذر طهوره عندما اذكر المعلم ذاك الشمعة التي إحترقت لتضيئ لا أقول جيل بل أجيال وكأنه معول قد حفر في كل أرض رملية كانت او صخرية وتحمل المشاق وكابد عنائها وربما تكسر من عزمه ومن عافيته ولاكنه يكابدها ليخرج أثرها الطيب وثمرها فالطلاب كالارض تمام منها ما هو صعب المراس ومنها بعكس ذلك هذا المعلم الذي أفنى عمره ليخرج لنا جيل قادر على المضي قدما في قيادة البلاد ومواصلت تقدمها وتسيدها وإزدهارها وتزعمها الذي اجتاز عقبات عدة حتى يخرج لنا جيل لايعرف الا الكفاح سبيلا يزداد التعجب من انتقاد المعلم بسبب بعض أخطائه وتعظيمها رغم أنها تتلاشى عند أصغر حسناته ويبدأ التصنيف ووضع كل من حمل هذه الأمانه العظيمه مهمة الرسل تحت النقد الجارح الفاضح ولا نبرئ ساحة من يخطئ ولاكن يبقى لهذة المهمة النبيلة قدسيتها وحصانتها فهي التي تحفظ تقدم الوطن فمن خلال المعلم تمتلأ البلاد بالمهندسين وبالطيارين والمستشفيات بالاطباء وتعج المكتبات بالمثقفين فإنك مهما فعلت تبقى مقصر مع ذلك الجبل الشامخ ومهما فعلت فلن تكون دفعت إلا جزء يسيرا من فاتورة ثقلية على كاهلك إتجاه معلمك كونوا لبنة صالحه في الحفاظ على تلكم الهامات العظيمة التي بين يديها مفاتيح المستقبل