جلسوا علي الطاولة متقاربين وأجسادهم الضئيلة الصغيرة تكاد ان تطير ابتسمت لهم و قالت : - لا تتحركوا من هنا , سأبتاع شيئ ..و لن اتأخر. - لو سمحت اربع دونات وكوباً من القهوة . - تفضلي سيدتي . - شكرا . رجعت اليهم بخطى ثقيلة ووضعت الدونات امامهم . -امي ...أحضرتي أربعاً من الدونات يا امي !! - وما الغريب في الامر!! دائما احضر أربعا !! -نحن ثلاثا يا أمي . صمتت ... نظرت اليهم طويلاً وكأنها تحاول عدهم , حركت رأسها بسرعة وهي تطرد فكرة داهمتها .. وكادت تسقط دمعة .. تداركتها بضحكة مصطنعة. -ما بالكم تنظرون لي بدهشة !! الرابعة للعاملة التي تكنس مصلي السوق .. سكنت النفوس بحزن, تناولوا حلواهم , ومضغت هي قهوتها مضغاً وهي تلوك في داخلها كلمات صامتة , يبقى البوح فيها مخنوقاً والصبر هشاً والأماكن خالية إلا من الذكرى .