عندما تكون على شفا خسارة حوار عادةً ما يقوم العقل بخداع صاحبه كما يمكنه أن يخدع غيره لدعم رأيه دون أن يشعر كلا الطرفين فعندها تتجه إلى المغالطات التي يجب الانتباه والحذر منها كي لا نتحدث أو نستمع كأغبياء، ممكن تعريف المغالطات بأنها خطأ في الاستنتاج يكون بسبب خطأ في الدليل أو عدم صحة الترابط بين الدليل والنتيجة، فأصل التفكير المنطقي هو البحث عن الحقيقة وليس الانتصار للنفس أو الفكرة . تخيل معي عند قول أن صدام حسين قام بعدة مجازر على شعبه! يرد عليك الطرف الآخر هل تريد أن يهاجمنا النظام الإيراني؟ هذه المغالطة تدعى (رجل القش) حيث قام بإعادة صياغة الحجة وتحريفها لجعلها أضعف وسهولة انتقادها، أما إذا كان رده أهم شيء أنه حارب إيران فهنا أستخدم مغالطة شبيهة برجل القش تدعى (تغيير الموضوع) تستخدم عند عدم القدرة على مناقشة موضوع يحسن الكلام فيه . وبعدها تأتي مغالطة (الشخصنة) والتي تستخدم بكثرة في حال عدم القدرة على مواجهة الخصم بالدليل والمنطق فيتم مهاجمته على المستوى الشخصي بالطعن في شخصيته والبحث في عيوبه بدلاً من الرد على الفكرة بأن يقول هذا لا يملك شهادة جامعية أو أنت ما تفهم ، من أنت حتى تناقش هذا الموضوع ... وللأسف أغلب الناس لا يشعرون بذلك فيضنون بأن حجة الخصم ضعيفة . أما مغالطة (أنت كذلك) فهي تندرج ضمن الشخصنة تستخدم غالباً لمن لديهم انتماءات وفي الخلافات الدينية والمذاهب عند انتقاد أحد المذاهب وأعطي أدلة حقيقية ومنطقية وبدلاً من مناقشتها فيرد الطرف الآخر كيف تقول لي ذلك وأنتم كذلك تقولون وتفعلون في مذهبكم الخرافات والبدع وهنا تركنا النقاش واتهمنا الشخص الآخر بقضية أخرى . وفي المقابل عكس الشخصنة التي هي تقليل من الأشخاص تأتي مغالطة (الاحتكام إلى السلطة) التي تكون بتقديس الأشخاص على سبيل المثال العالم الفلاني ذو الشهادات الكبيرة قال أن الأرض تدور إذن هي تدور وهذي المعلومة صحيحة وغير قابلة للنقاش . هل سبق وأن سمعت شخص يتحدث عن شعب أو جماعة ... بالنصب أو الإجرام وغيرها من الصفات سواءً كانت سلبية أو إيجابية هذي ما تدعى مغالطة (التعميم) وحتى أن كانت مبنية على إحصائية إذا كانت غير شاملة للكل فتعتبر غير صحيحة ، فأثبات صحة جزء ليس دليل على صحة الكل . وهناك مغالطة تدعى (التماس المشاعر) تستخدم غالباً في عملية التسويق كان يقال بأن هذا المنتج لم يصنع منه إلا كمية قليلة الكل سيحسدك عليه ، الكل يريد أن يكون مثلك لا يملك هذا المنتج إلا من أراد التميز . وعندما تسخر من الأفكار الأخرى التي لا تتشابه مع وجهة نظرك فقد وقعت في مغالطة (السخرية) كأن يقول ما ذكرته فيما يخص أن السرعة هي سبب الحوادث أمر مضحك فعلا ، فالجميع يعلم أن الحوادث سببها الإهمال . أيضاً هناك مغالطة (المنحدر الزلق) أكثر من يستخدمها الدكتاتور بأخذ أسواء احتمال لزرع الخوف في الناس ويبني عليها القضية وتجاهل جميع الاحتمالات كا من يطالب بإغلاق جميع مدارس تحفيظ القرآن للصغار لأنه ممكن أن تولد لنا إرهابيين ومثال آخر من يعارض قيادة المرأة للسيارة فيقول لك أحدهم وهل ترضى أن يهاجمها ضعاف النفس في الشارع؟ بالتأكيد لن يرضى أحد هنا أخذ أسواء احتمال وتجاهل الاحتمالات الإيجابية الأخرى ، أو كما حدث عند أدخال المطبعة لطباعة القرآن الكريم فكان الاعتراض على احتمال أن تطبع نسخ من القرآن محرفة أو طباعة مادة غير أخلاقية مع وجود احتمالات أخرى وهو انتشار القرآن الكريم وكتب العلم . أما المغالطة العاشرة والأخيرة (الإحراج الزائف أو الاحتمالين) تكون على وجود احتمالين في أمور الحياة يا أبيض أو أسود يا معي أو ضدي مثال تتبرع لجمعية خيرية وإلا أنت ضد فعل الخير . على أي حال ، الاستسلام لهذه المغالطات فهي لا تجعلنا فقط أغبياء بل وتحرمنا أيضاً فرصة تعلم أشياء جديدة ومن الآن حاول أن تراقب الحوارات وأكتشف المغالطات بنفسك . بقلم سعد بن سليمان الفريخ