أثار الارتفاع الكبير لعدد السياح السعوديين والخليجيين المقبلين على زيارة جمهورية البوسنة الواقعة بشبه جزيرة البلقان، خلال شهور الصيف الحارة، جدلًا في البوسنة إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، ما بين مرحب بالانتعاش الاقتصادي الذي ستشهده البلاد بسبب هذا الإقبال، ومعترض بسبب التغيير الذي قد يحدثه العرب على المجتمع البوسني. وذكرت وكالة رويترز (21 أغسطس 2016)، أن جمهورية البوسنة شهدت منذ عام 2015 ارتفاعًا كبيرًا في عدد السياح الخليجيين القادمين لزيارتها هربًا من حرارة الصيف الشديدة في الخليج. وقالت الوكالة إن الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية التي تعتبر من الوجهات السياحية للدول الخليجية خلال السنوات الماضية، مثل تونس وليبيا ومصر؛ أدت إلى أن أصبح السياح الخليجيون يفضلون الذهاب إلى البوسنة بغرض السياحة؛ هذا بالإضافة إلى الطبيعة الجبلية الخلابة للبوسنة التي يعد نصف سكانها من المسلمين. وأوضحت الوكالة أن الإحصاءات الصادرة عن مجلس السياحة بسراييفو، تشير إلى أن عدد السياح الإماراتيين الذين زاروا البوسنة خلال النصف الأول من عام 2016، بلغ 13 ألف سائح؛ وذلك بعد أن بلغ عددهم خلال عام 2015 ما يزيد عن 7 آلاف، بعدما كان عدد زوارها من الإماراتيين في عام 2010 لم يبلغ سوى 65 سائحًا إماراتيًّا، في حين يقدر عدد السياح الخليجيين الذين تستقبلهم البوسنة خلال العام الواحد بنحو 60 ألف سائح. وأشارت الوكالة أن هذا الإقبال المتزايد للسياح الخليجيين على البوسنة كان له أثر كبير في اقتصاد البلاد الذي كان يعاني من ركود مزمن منذ الحرب التي شهدتها البلاد في 1990. ونقلت الوكالة عن بعض السكان المحليين قولهم إن العائلات العربية القادمة من الخليج تقبل على شراء العقارات بالبوسنة، كما أن بعض شركات العقارات في الكويت بدأت تبني منتجعات سياحية ووحدات سكنية لاستقبال الزوار العرب. ويخشى بعض السكان الأثر الثقافي الذي سيتركه العرب على سكان البلاد، خاصةً بعد أن بنى مستثمر سعودي مركزًا تجاريًّا كاملًا خاليًا من لحم الخنزير ومن المشروبات الكحولية؛ ما شجع بعض أصحاب المتاجر المسلمين على إخلاء متاجرهم من لحوم الخنزير والمشروبات الكحولية.