على قبر الشهيد البطل عبدالرزاق الملحم يقسم أخوه مشعل الملحم والموجود في الوقت الحالي عند الحد الجنوبي أنهم لن يتراجعوا أو يستكينوا لاستشهاد أحباء وإخوان، بل إن شهداءهم سيبقون رموزا تعلي من معنوياتهم. هكذا كان الفصل الأخير من حياة عبدالرزاق الملحم الذي عاش عسكريا تنقل في مواقع متعددة من السعودية، فقد درس الحربية وتعلمها في كلية الملك عبدالعزيز الحربية، لينتقل بعدها لحفر الباطن وتبوك وجازان والبحرين ونجران، التي كانت محطته الأخيرة حيث استشهد هناك. يروي والده أن عبدالرزاق الملحم اتصل بزوجته فجر اليوم الذي استشهد فيه الساعة الخامسة تقريبا، وقال لها بعد غياب ثلاثة أشهر سأكون قادما على رحلة الساعة 12 ظهراً قادما من نجران للرياض. وفي الساعة السادسة تعرض الجبل لهجوم من قبل المتمردين الحوثيين، وبقي صامدا يدافع عن الجبل حتى استشهد وقد ألغى رحلته واستشهد في نفس اليوم رحمه الله. وقال متعب الملحم أن ابنه لم يكن يتحدث عن عمله ولم يكن يعرف هذه البطولة المتناهية من ابنه سوى من زملائه، الذين قدموا لتعزيته وقد ذكروا مواقف بطولية لم نكن نعرفها عنه أو يتحدث عنها لنا، فقط كنا نعرف عشقه للسلاح والقتال والعسكرية وفدائه لوطنه بروحه ودمه وقد فعل. قبل نحو شهر تلقى النقيب عبدالرزاق الملحم إشادة من اللواء الركن حسين بن سعيد القحطاني يشيد بما قام به من عمل بطولي في نجران، كما يشيد بدور البطل الملحم في احتلال جبل أبو مخروق الواقع في الأراضي اليمنية، والذي كان يستغله المتمردون في إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية. ويشيد اللواء بالعمل الذي قام به الملحم من تحسين المواقع الدفاعية والتغلغل في عمق العدو. ويختتم اللواء رسالته بالفخر والاعتزاز بأن الملحم أحد ضباط قواتنا المسلحة وسلاح المدرعات. ويروي زميله العقيد سلمان الشهري لوالده في رسالة خصه فيها أن عبدالرزاق أحد الأبطال الذي طلب إلحاقه على اللواء السادس، بعد أن أنهى مع اللواء الثاني عشر مهمته الدفاعية عن الأراضي السعودية، وقد كان يردد النصر أو الشهادة وقد نالها. زملاؤه في المواقع الأمامية يتذكرون زميلهم الراحل كيف كان لا يترك أحداً أمامه، ويصر على أن يكون في الأمام وبمنتهى لشجاعة والفدائية. [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT] [RIGHT][/RIGHT]