رفض الشهيد النقيب عبدالرزاق الملحم العودة مع زملائه في اللواء ال12 في تبوك، وبقي في الحد الجنوبي، طالباً الشهادة، حتى نالها دفاعاً عن وطنه. وقال متعب الملحم (والد الشهيد) ل«الحياة» إنه يفخر باستشهاد ابنه على الشريط الحدودي للسعودية مع اليمن، «في ساحات الشرف، دفاعاً عن الوطن». وكتب والد الشهيد على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لي الفخر باستشهاد ولدنا الرائد عبدالرزاق متعب الملحم في ساحات الشرف والبطولة، دفاعاً عن الوطن الغالي». وبيّن أن للشهيد ثلاثة من الأولاد، ابن على اسم جده (متعب) وعمره سبعة أعوام، إضافة إلى ابنتين، معرباً عن فخره واعتزازه بنيل ابنه الشهادة في ساحات القتال. وكان النقيب الملحم استشهد في جبل مخروق بمنطقة نجران أول من أمس (السبت)، بعد أن صدت القوات السعودية هجوماً واسعاً لميليشيات الحوثي والمخلوع على الحدود، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفها، بحسب المصادر الأمنية. ودشّن مغردون في «تويتر» وسماً بعنوان: استشهاد النقيب عبدالرزاق الملحم، شارك فيه آلاف، عبّروا عن حزنهم على فقدان النقيب الشهيد. من جهة أخرى، أدى رئيس مركز النقيع أحمد علي العسيري، نيابة عن محافظ بيشة محمد بن سعيد بن سبرة أمس، صلاة الميت على الجندي مطلق بن محمد السعدي، أحد أفراد القوات البرية، الذي استشهد في الحد الجنوبي أثناء أدائه واجبه، وتم تشييعه في مركز النقيع في محافظة بيشة. كما أدى الصلاة عليه جموع من المواطنين، الذين قدموا للتعزية به، ورفع رئيس مركز النقيع تعزية أمير منطقة عسير فيصل بن خالد إلى أسرة الشهيد، مشيراً إلى أن هذه التضحيات في الدفاع عن بلد المقدسات وموطن الإسلام والعروبة لن تنساها الأجيال وستبقى في الذاكرة. إلى ذلك، أعرب أمير منطقة نجران جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد عن فخر المواطنين واعتزازهم بما قدمه الشهداء من رجال القوات المسلحة في سبيل الدفاع عن دينهم ثم وطنهم، والتصدي للمعتدين، مقبلين غير مدبرين. جاء ذلك في مناسبة استقبال الأمير بديوان الإمارة أمس (الأحد) والد الشهيد الجندي أول مرزوق بن سعيد لسلوم وأسرته. وقال الأمير جلوي: «الشهادة دفاعاً عن أرض الحرمين الشريفين شرف عظيم ووسام عز في صدر الشعب السعودي الأبي، الشعب الذي لن ينسى الأبطال الذين فدوا الوطن بأرواحهم، والذين حفروا أسماءهم في ذاكرة الوطن بسيرتهم العطرة المليئة ببطولاتهم وتضحياتهم، سائلين العلي القدير أن يرحمهم ويغفر لهم». وأضاف: «الاستقرار الذي أنعم الله به على المملكة جاء من تمسكنا بدين الله الحنيف والتفافنا حول ولي أمرنا ووحدة مجتمعنا، ليكرمنا الله بهذه النعم، لأننا شعب خدم الدين وحافظ على مكارم الأخلاق التي أتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة، وهذا دافع حسد وحقد من أعداء الدين والعروبة، فلا تهاون في ردعهم، حتى وإن كانوا يتربصون بمواطن واحد». من جهته، عبّر والد الشهيد مرزوق لسلوم عن شكره وتقديره للقيادة التي قدمت العزاء في الشهداء، ولأمير المنطقة على نقل تعازي القيادة ومواساة أسرهم، مؤكداً فخره واعتزازه باستشهاد ابنه، وأنه وجميع أسرته فداء للوطن في أي زمان وفي كل مكان.