أعلنت وزارة الداخلية أول من أمس (الخميس) عن مسؤولية مواطن سعودي يدعى "نائر النجيدي البلوي" في ال26 من عمره عن التفجير الانتحاري الذي حدث بجانب الحرم النبوي، مؤكدة أنه من أرباب السوابق في تعاطي المخدرات. ولا يعد الارتباط بين المخدرات والإرهاب جديدا أو مقتصرا على هذه الحالة فقط، فقد تم تسجيل عدد كبير من الحالات لمطلوبين في قضايا إرهاب كانوا – وما زال بعضهم – مرتبطين بعالم المخدرات، إما بالاتجار أو التعاطي. لذا لا يمكن اعتبار انتحاري الحرم النبوي استثناء في هذا الجانب، فقد سبقه أشخاص مثل فرج يسلم الصيعري المتورط في تفجير منفذ الوديعة والذي كان قد صدر عليه حكمان بالسجن والجلد في قضايا تعاطي مخدرات، ومفيد العمران المتورط في عدة هجمات على رجال الأمن بالقطيف والذي عُثر بحوزته على مواد مخدرة، ويوسف الغامدي الذي قُتل في منتصف عام 2015 أثناء تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن وكان من أرباب السوابق، والمطلوب مطيع سالم الصيعري الذي كان قد تم القبض عليه سابقا في قضية ترويج حبوب كبتاجون، وغيرهم الكثير. وشمل ذلك أيضا تجار المخدرات المعروفين الذين تعاونوا مع تنظيمات إرهابية، مثل تاجر المخدرات جروان حمد الذي كشفت تقارير قبل 10 سنوات أن "القاعدة" قامت بتهريبه من السجون السعودية إلى اليمن قبل أن يتم القبض عليه مرة أخرى. وكان وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف بن عبدالعزيز قد كرر في مرات عديدة تأكيده على وجود علاقة طردية بين الإرهاب والمخدرات، فيما صدرت منشورات مكثفة طوال السنوات الماضية من جهات رسمية مثل الأممالمتحدة واليونيسكو تربط الاتجار بالمخدرات وتجنيد المدمنين بتنظيمات مصنفة إرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" و"حزب الله" وأخرى في مناطق مختلفة من العالم. وفق "أخبار 24". ولم يقتصر الأمر على الجهات الرسمية فحسب، وإنما أكد عدد من التقارير الصحفية وشهادات مواطنين على تورط أشخاص عُرفوا بتعاطي المخدرات أو الاتجار بها في نشاطات إرهابية، بل وتبوئهم لمناصب عالية في التنظيمات التي تدير تلك النشاطات. وأوضحت التقارير أن الإرهاب بكافة أشكاله يستغل تجارة المخدرات من ناحيتين بارزتين، وهما التمويل الذي يدعم بعض النشاطات الإرهابية ماليا، والتجنيد الذي يعتمد على اقتناص أشخاص يحملون توجها إجراميا ويملكون قابلية عملية وعقلية للقيام بتلك الجرائم، آخرهم كان انتحاري الحرم الذي اختار إحدى أطهر بقاع الأرض لارتكاب جريمته.