التقى الكاتب الصحفي الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" بولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مكتبه خلال زيارته للسعودية وكشف له ولي ولي العهد عن الجهود التي تبذل من أجل رقي المملكة. كما التقى الكاتب كذلك ب"محمد عبد الله الجدعان" رئيس هيئة سوق المال السعودية الذي أخبره بأنه لم يكن أبدا أكثر تفاؤلا، مضيفا أن المملكة الآن لديها ما وصفه بالنبض الذي لم نره من قبل، ولدينا نموذج على ذلك في الحكومة، كنا نظن أننا لن نره مطلقا. وأشار "فريدمان" في مقال نشره بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن المشاريع الرئيسية للأمير محمد بن سلمان عبارة عن لوحة قياس حكومية على الإنترنت ستعرض بشفافية أهداف كل وزارة من خلال مؤشر الأداء الرئيسي وسيتم من خلال ذلك محاسبة كل وزير. وأضاف أن فكرته تستهدف إشراك كل المملكة في الأداء الحكومي، مشيرا إلى أن الوزراء يتحدثون عن أنه ومنذ وصول ولي ولي العهد أصبحت القرارات الكبرى التي يتم اتخاذها في عامين تحدث في أسبوعين. ونقل "فريدمان" عن ولي ولي العهد أن التحديات الرئيسية تتمثل في اعتمادنا المفرط على النفط والطريقة التي نعد وننفق بها ميزانيتنا.وأضاف أن خطة ولي ولي العهد تستهدف تقليص الدعم للسعوديين الأغنياء الذين لن يحصلوا على غاز أو كهرباء أو مياه رخيصة بعد الآن، مع إمكانية فرض ضريبة القيمة المضافة وغيرها على السجائر والمشروبات، وفرض ضرائب على الأراضي غير المطورة في سبيل الحصول على مليارات الريالات، لذلك فإن أسعار النفط حتى لو انخفضت إلى 30 دولار للبرميل فإن الرياض سيكون لديها ما يكفي من العوائد والمدخرات للاستمرار في بناء الدولة بدون استنفاد مدخراتها.وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يخلق الحوافز التي تشجع المواطنين السعوديين على مغادرة الحكومة والالتحاق بالقطاع الخاص.ونقل عن ولي ولي العهد أن 70% من السعوديين تحت سن 30 عاما ووجهة نظرهم تختلف عن باقي ال30% ، مؤكدا على عمله لخلق وطن لهم يريدون العيش فيه في المستقبل.وذكر أحد السعوديين ل"فريدمان" أنه مازال هناك مقاومة للتغيير، لكن الآن هناك مقاومة أكبر بكثير لتلك المقاومة. وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يتلقى دعما مهما من والده خادم الحرمين الملك سلمان الذي جاء بوزيرين من غير الأمراء في وزارتي الصحة والإسكان كجزء من تحول واسع لإضفاء الطابع المهني على الحكومة وتحفيز القطاع الخاص على لعب دور أكبر في الاقتصاد. وألمح إلى أن وزير الصحة الجديد هو أهم رئيس تنفيذي في البلاد وهو خالد الفالح الذي أدار شركة أرامكو النفطية الوطنية. ونقل عن ولي ولي العهد عمله على محاربة الفساد الحكومي الذي يعد أحد أبرز التحديات، مشيرا إلى سعيه للتخلص تدريجيا من الدعم ورفع أسعار الطاقة المحلية والتحول إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وكذلك الطاقة الشمسية وجعلها قادرة على المنافسة في السوق المحلي، مضيفا أن هناك حاجة ماسة إلى ذلك حتى تتمكن المملكة من تصدير المزيد من النفط بدلا من استهلاكه في الداخل. ونقل عن ولي ولي العهد أن الحكومة التي ليست جزءا من المجتمع ولا تمثله من المستحيل أن تبقى، وهو ما شاهدناه في الربيع العربي، فالحكومات التي بقيت هي فقط المتصلة بشعبها، وأضاف أن الناس تخطيء في فهم النظام الملكي السعودي فهو ليس كأوروبا ولكنه عبارة عن نظام ملكي قبلي، فكثير من القبائل وما دونها وكذلك المناطق مرتبطة ببعضها البعض حتى القمة، ورغباتهم ومصالحهم لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار، فالملك لا يمكن أن يستقيظ ويقرر هكذا أن يفعل شيء ما. ونفي ولي ولي العهد أن يكون "داعش" نتاج فكر ديني سعودي، معتبرا أن التنظيم يعد رد فعل مضاد للوحشية التي تعرض لها السنة في العراق على يد حكومة تقودها الشيعة وموجهة من إيران هناك في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكذلك نتاج ما تعرض له السنة في سوريا على يد حكومة دمشق المدعومة من إيران، مضيفا أنه لم يكن هناك "داعش" قبل رحيل أمريكا من العراق، فعندما تغادر أمريكا وتدخل إيران يظهر "داعش".وأبرز حديث ولي ولي العهد عن أنه في الوقت الذي يقوم فيه التنظيم بتفجير المساجد في السعودية من أجل زعزعة استقرار النظام يتهم العالم المملكة بإلهام "داعش".ونقل عن ولي ولي العهد أن إرهابيي "داعش" يتهمونني بأنني غير مسلم والعالم يتهمني بأنني إرهابي. وتناول حديث ولي ولي العهد عن الدور الذي يقوم به التنظيم عبر "تويتر" لجذب الشباب السعودي، وتحدث عن أن المملكة عليها أن توضح موقفها للعالم الذي يتغير بسرعة.وأكد ولي ولي العهد على محاولة المملكة التوصل إلى حل في اليمن لكن الجانب الآخرعندما يتعرضون لخسائر على الأرض وضغوط دولية يكونون جادين بشأن المفاوضات، ونحن نحاول إنهاء ذلك، مضيفا أن الجانب الآخر يعاني من متاعب في التوصل إلى اتفاق سياسي.ونقل عن ولي العهد ولي العهد كغيره من المسؤولين في الإمارات والكويت والسعودية رغبتهم في عدم تخلي الولاياتالمتحدة عن المنطقة.وأشار ولي ولي العهد إلى أن هناك أوقات يكون فيها قائد ولا يكون فيها قائد في العالم، وعندما لا يكون هناك قادة فإن الفوضى ستترتب على ذلك.