يعد حكم القتل تعزيرًا والذي نفذته وزارة الداخلية، اليوم الخميس في جانيين -تشاديي الجنسية- بمحافظة جدة، أول حكم قتل منفذ، صادر من المحكمة الجزائية المتخصصة منذ إنشائها عام 1429ه وهو الحكم الذي صدر في الأشهر الأولى من العام الماضي 2014م. وبحسب موقع سبق والإرهابيان اللذان نفذ فيهما الحكم كانا قد انضما إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تعمل على رصد ومتابعة المستأمنين والمعاهدين وإطلاق النار عليهما، ومن ذلك قيامهما برصد ومتابعة أحد المستأمنين -فرنسي الجنسية- وإطلاق النار عليه من سلاح رشاش تسبب في قتله، ورصد ومراقبة السيارات التابعة لإحدى القنصليات بالمملكة، وإطلاق النار على بعض منسوبيها واتفاقهما على استهداف الرعايا الأجانب بصفة فردية؛ بقصد اغتيالهما وحيازتهما أسلحة بقصد الإفساد والاعتداء والإخلال بالأمن. وبالعودة لسجلات القضية، كانت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض قد أصدرت حكمها الابتدائي في بدايات عام 2014م على أفراد الخلية التي تضم 12 متهمًا، حيث تضمن الحكم القتل تعزيرًا على المتهمين الثاني والثالث (تشاديي الجنسية) لإقدامهما على قتل معاهد فرنسي في محافظة جدة، كما تقرر سجن 10 متهمين آخرين من 4 سنوات إلى 22 عامًا، منهم أربعة سعوديين وخمسة تشاديين وواحد يمني، كانوا قد شكلوا خلية إرهابية داخل المملكة وقاموا بتكفير الدولة واستباحوا دماء الرعايا الأجانب ومحاربة رجال الأمن معتبرين ذلك جهادًا في سبيل الله، وتضمن الحكم إبعاد الأجانب خارج البلاد بعد انتهاء محكوميتهم ومنع السعوديين من السفر خارج المملكة. وفيما يخص المنفذ فيهما حكم القتل اليوم فقد أُدين الأول منهما بقتله عمدًا أحد المستأمنين (فرنسي الجنسية) ضمن خلية إرهابية تسعى لقتل المعاهدين والمستأمنين بزعم إخراجهم من البلاد وذلك بقيامه مع عدة أشخاص بمتابعة السيارة التي يقودها (الفرنسي) في محافظة جدة حتى الاقتراب منها وترجله من السيارة وإطلاق النار من سلاح رشاش باتجاهه بطلقتين أصابتاه وهروبهم من الموقع، وتصريحه بوقوع المملكة في ناقض من نواقض الإسلام، وتدربه مع عدة أشخاص في منطقة برية على اللياقة البدنية بقصد الاستعداد لمواجهة الأمريكان، حسبما أقر في اعترافه المصدق شرعًا، وتأييده القيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تستهدف رعايا الدولة المستأمنين واستحلال السطو المسلح على بعض الشركات الأجنبية وسلب ما بها من أموال لاستخدامها في تجهيز الشباب لأجل السفر إلى مواطن الفتنة، واشتراكه في السطو على عددٍ من مكاتب الخطوط الأجنبية وعلى بعض الأسواق التجارية، وشروعه في اغتيال أحد المستأمنين عند خروجه بسيارة ذات لوحات دبلوماسية من القنصلية الأمريكية في جدة من خلال سعيه للحصول على مسدس نصف عيار تسعة ملم بقصد اغتيال الدبلوماسيين الغربيين وحصوله على مسدس ربع من أحد الأشخاص بعد طلبه إياه وحمله معه باستمرار في رباط برجله ومراقبة موقع القنصلية الأمريكية ورصده سيارة خارجة منها يقودها شخص وبجواره راكب يدل مظهره على أنه أمريكي ومتابعتها وقيامه بإطلاق النار على زجاج السيارة بقصد قتل الراكب وإشهار السلاح على أحد المواطنين عند محاولة القبض عليه بعد ارتكابه الجريمة وهروبه من الموقع، وقيامه بالاتفاق مع أحد أفراد الخلية على استهداف المستأمنين في الداخل لقتلهم بصفة فردية، وخروجه برفقة شخصين في سيارة مستأجرة للبحث عن مستأمنين بقصد قتلهم، ونظرًا لشناعة جرائم المدان وتعددها وتنوعها، قررت المحكمة قتله تعزيرًا ردعًا لمن تسول له نفسه الإقدام على مثل ما قام به. فيما أُدين الإرهابي الثاني الذي نفذ فيه حكم القتل باشتراكه في عملية اغتيال المستأمن الفرنسي من خلال إحضاره سلاحًا رشاشًا كان يخفيه في مستودع أحد المساجد، ومرافقته لشخصين أحدهما المدعى عليه الثاني الذي كان ممسكًا بالسلاح وقيامهم برصد المجني عليه ومتابعته إلى داخل أحد الشوارع حتى قام الثاني بإطلاق النار عليه وقتله ومن ثم هروبهم من الموقع، وقيامه بإعادة إخفاء السلاح المستخدم في الجريمة بالمسجد، والاشتراك في الشروع باغتيال أحد الأشخاص بعد رصده ومتابعته وعدولهم عن ذلك عند شكهم في جنسيته كما جاء في اعترافه، وحكم عليه بالقتل تعزيرًا. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت أمس بيانًا بتنفيذ حكم القتل في الإرهابيين وفيما يلي نصه: قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. أقدم كلٌ من: عيسى صالح حسن بركاج، وإسحاق عيسى أحمد شاكيلا -تشاديي الجنسية- بانضمامهما إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تعتنق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وتعمل على رصد ومتابعة المستأمنين والمعاهدين وإطلاق النار عليهم، ومن ذلك قيامهما برصد ومتابعة أحد المستأمنين ويدعى لورنت باريو -فرنسي الجنسية- وإطلاق النار عليه من سلاح رشاش تسبب في قتله؛ بناء على معتقد فاسد باستباحة دماء المستأمنين والمعاهدين، والشروع في اغتيال بعض المسؤولين الأجانب داخل المملكة، ورصد ومراقبة السيارات التابعة لإحدى القنصليات بالمملكة، وإطلاق النار على بعض منسوبيها، واتفاقهما على استهداف الرعايا الأجانب بصفة فردية بقصد اغتيالهم، وحيازتهما أسلحة بقصد الإفساد والاعتداء والإخلال بالأمن، وعلى الرغم من الاحتياطات التي قام بها المذكوران حتى لا يُكشف أمرهما فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بعد توفيق الله، ثم بما توفر لها من كفاءات أمنية مختصة وإمكانات متقدمة من القبض عليهما وفضح مخططاتهما وتحديد إداناتهما وضبط أدوات جرائمهما التي اجتهدا في إخفائها. وقد أسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب جرائمهما، وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة، صدر بحقهما صك شرعي يقضي بثبوت ما نُسب إليهما شرعًا والحكم بقتلهما تعزيرًا، وصُدّق الحكم من محكمة الاستئناف المختصة، ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرّر شرعًا، وصُدّق من مرجعه، بحق الجانيين المذكورين. وقد تم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق الجانيين: عيسى صالح حسن بركاج، إسحاق عيسى أحمد شاكيلا -تشاديي الجنسية- اليوم الخميس الموافق 5 / 11 / 1436ه بمحافظة جدة بمنطقة مكةالمكرمة. ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم أو يسلب أموالهم. وتحذر في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.