كعادة أي أب ينتظر البشرى بمولود جديد، تلقى المواطن حسن آل مردف، اتصالا من المستشفى الذي ترقد فيه زوجته -41 عاما-، أبلغه بوفاة الأم والجنين الخميس الماضي. ورغم أن الزوجة الحامل في شهرها التاسع، دخلت مستشفى الولادة والأطفال بنجران بحالة مستقرة إضافة لتقارير المتابعة، وأقر الأطباء أن تجري الولادة بشكل طبيعي، إلا أنها فارقت الحياة. وقال آل مردف ل»مكة»: زوجتي تعرضت لتمزق جزئي بجدار وعنق الرحم أدى لنزيف شديد بحسب إفادة تلقيتها من مدير المستشفى، ونقلت عقب ذلك لغرفة العناية المركزة، واستدعي استشاري النساء والولادة، الذي استأصل رحمها، ومع ذلك لم يتوقف النزيف وتدهورت الحالة، وبعد أكثر من ثلاث ساعات تم استدعاء استشاري المسالك البولية، والأوعية الدموية لمعاينة المريضة، إلا أن كل المحاولات فشلت في إيقاف النزيف أو الحد من شدته، مما أدى إلى توقف القلب ووفاتها. ولادة بالجوال ويروي الزوج المكلوم التفاصيل قائلا: في يوم عادي جدا اصطحبت زوجتي -41 عاما -الحامل في الشهر التاسع إلى مستشفى الولادة والأطفال بنجران، وأجريت اللازم في مثل هذه الحالات، وأدخلت الزوجة لغرفة الطوارئ وهي لا تعاني من أي مشكلات صحية، وفقا لكل تقارير المتابعة التي كانت تجريها أثناء فترة حملها وأكدتها الطبيبة المعالجة بقسم النساء والولادة وسجلت في ملاحظاتها نصا «إن حالة الجنين والأم في وضع سليم، وعلى ضوء ذلك قررت أن تجري عملية الولادة بشكل طبيعي». ويضيف آل مردف: بعدها تم تجهيز الأم وأدخلت لقسم الولادة في ال11 صباحا، وإلى هنا كان الوضع عاديا ويجري حسب المتوقع والمأمول، لكن عند الواحدة من ظهر ذلك اليوم تلقيت اتصالا من زوجتي أبلغتني فيه أنها عانت كثيرا، ولم تتحمل الألم، لذلك قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لها، وتلقيت اتصالا آخر هذه المرة من إدارة المستشفى عند ال11 مساء، يبلغونني بوفاة الزوجة والمولود في آن واحد. وتابع: اتجهت فورا للمستشفى، حيث يرقد جثمان زوجتي وطفلي المولود، وهناك علمت بأن زوجتي واجهت إهمالا صريحا أدى إلى تدهور حالتها أثناء العملية القيصرية، حيث إن الطبيبة الاختصاصية كانت تتواصل مع الطبيبة الاستشارية عبر هاتفها الشخصي «الجوال» لوصف حالة المريضة، ولم تكلف الأخيرة نفسها بالحضور لغرفة الولادة لمتابعة الحالة، رغم انتكاس حالتها، وإصابتها بانتفاخ غير عادي أثناء وجودها بغرفة الولادة، ومع ذلك أكدت الطبيبة المعالجة أن وضع الأم طبيعي، وكل علاماتها الحيوية مستقرة، وجنينها في أفضل حال، مما أدى لتأخير دخولها لغرفة العمليات بسبب (نقص الكادر الطبي) في ذلك اليوم ووجود حالة ولادة مستعجلة سابقة لها. حيرة وألم وأشار الزوج إلى أنه تقدم بشكوى رسمية إلى صحة نجران بالواقعة، وأنه ما زال حائرا حول أسباب الوفاة الحقيقية، وينتظر عودة المدير العام لصحة نجران من إجازته للنظر في الأمر. وطالب آل مردف بتشكيل لجنة شرعية من وزارة الصحة لكشف حقيقة الأخطاء الطبية والمهنية التي أدت لوفاة زوجته وجنينهما، وقال بحسرة: لا يزال أبنائي الصغار يسألون عن عودة والدتهم وشقيقهم، ولا أدري بماذا أجيبهم.