حرمت محافظة الطائف الاستفادة من مشروع خط السكك الحديدية الذي يربط محافظة جدة مرورا بالرياض ووصولا إلى الدمام شرق المملكة، ليصبح بذلك ميناء الطائف الجاف الذي سيتم إنشاؤه لاحقا محدود الفائدة في غياب خدمات السكك الحديدية التي تسهل وصول البضائع. ووفقا لصحيفة«عكاظ» فقد فوجئت أمانة الطائف برد المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، على استفساراتها الاستباقية عن المواقع والإحداثيات التي سيعبر منها مشروع السكك الحديدية في حدود محافظة الطائف مبدية استعدادها لإزالة أي عوائق ونزع الملكيات أمام الخط الحديدي لضمان عدم توقف المشروع أو تعثره في إطار اهتمامها بتحقيق تنمية مستدامة للمحافظة، حيث جاء رد المؤسسة محبطا لآمال وتطلعات الأهالي بأن (المشروع لا يمر في الأساس بالمحافظة ولا علاقة له بها). وأشارت المصادر إلى أن الطائف مدينة ضاربة بجذورها في التاريخ وتشكل عصبا اقتصاديا وسياحيا لا يستهان به، إلا أن رد السكك الحديدية جاء صادما للخطط التي عولت كثيرا على هذا المشروع الحيوي، لاسيما أنه يدعم عجلة التنمية بالمحافظة ويعزز ريادتها التاريخية والاقتصادية والسياحية، ويخدم مشروع واحة التقنية الذي يشتمل على ميناء جاف، ورغم كل ذلك لم تفقد المصادر الأمل في تعديل مسار القطار ليمر عبر البوابة الشرقيةلمكةالمكرمة. يذكر هنا أن أمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج كان قد قدم قبل عدة أشهر أمام سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، شرحا مفصلا عن رؤيته لمدينة الطائف الجديدة، استعرض فيه محطة للسكك الحديدية، وكيف تحولت هذه الرؤية إلى تصورات مكانية، وتجسيد هذه التصورات في بدائل تخطيطية، ومقارنة هذه البدائل وصولا إلى البديل الأمثل، والمخطط الرئيس للطائف الجديدة. وبين أنه روعي في الدراسة جميع النواحي الدينية والتاريخية والاقتصادية والتراثية والاجتماعية التي تزخر بها مدينة الطائف، كما روعي ربط هذه المدينة بوسط الطائف وبالوجهات السياحية في كل من الهدا والشفا، وتكاملها تخطيطيا مع المشاريع الكبرى ممثلة في المدينة الجامعية والمطار الجديد وواحة التقنية وسوق عكاظ والمدينة الصناعية ومشروع الإسكان ومحطة السكة الحديد. وأكد أمين الطائف أنه أخذ في الإعتبار مبدأ الإستدامة التنموية وأن تكون الطائف الجديدة مدينة ذكية وخضراء، تطبق فيها أحدث النظريات التخطيطية، وتستخدم فيها أحدث وسائل النقل والخدمات، وأن تكون مدينة مبهجة وجاذبة، يراعى فيها أن تكون مدينة إنسانية بالدرجة الأولى، إلى جانب التطبيقات التقنية الرفيعة بهذا المشروع. وكانت الشركة السعودية للسكك الحديدية قد أعلنت عن بدء العمل في إعداد منافسات التصاميم الهندسية لمشروع الخط البري الحديدي الذي سيربط محافظة جدة بالعاصمة الرياض، وصولا إلى الدمام، وذلك بعد تكليفها من قبل فريق عمل المشروع المكون من صندوق الاستثمارات العامة ووزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وشركة سار بناء على قرار مجلس الوزراء الصادر نهاية العام الميلادي الماضي؛ لتتولى بذلك الإشراف على بناء وتنفيذ خط جدةالرياض.