تواصل شعبة البحث والتحري بشرطة العاصمة المقدسة البحث عن الطفلين القطريين الذين أختفيا إبان تواجدهما برفقة والدتهما في مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة . فما زال الغموض يحيط باختفاء الطفلين القطريين ريم وجاسم محمد جاسم فخرو اللذين تغيبا في ظروف غامضة خلال أدائهم مناسك العمرة في 7 يونيو الماضي. وكشفت مصادر مطلعة ومؤكدة من داخل أسرة الطفلين أن حادثة اختفاء الطفلين قد تكون بسبب الخلافات العائلية بين الزوج وطليقته التي تسكن أسرتها في الرياض والقصيم ، في الوقت الذي تقوم فيه الجهات الأمنية في مكةالمكرمة في جمع أكبر قدر من المعلومات التي قد تفيد التحقيق بشكل أكبر خاصة وأن البلاغ أتى قريب بينما اختفاء الطفلين مضى عليه أكثر من 40 يوماً حيث لم تقم الأم بتسجيل بلاغ بفقدان أبنيهما قبل مغادرتها للمملكة . وأثار عدم تحرير والدي الطفلين على محضر بالواقعة في السعودية، واكتفاء الأب بتحرير محضر في قطر ومتابعة تطورات الحادث مع السفارة القطرية في الرياض التساؤلات حول الجوانب الخفية في القضية. وكشف المصدر المقرب من العائلة عن مفاجآت تعلن لأول مرة قد تغير الأحداث منها تعرض الأب لحادث مروري قبل سنة ونصف وهو في طريقه إلى مكة وبعد الحادث أقعد عن الحركة , حيث كان يعمل موظفا في وزارة الأوقاف بدرجة مدير صيانة المساجد، وقد تصاعدت الخلافات مع زوجته" أم الطفلين" خلال الفترة الماضية، إلا أن تدخل الأهل والأقارب ساهم في اتساع هوة الخلافات بينهما ليتم الطلاق . المعلومات تشير أيضا إلى تصاعد حدة الخلافات بين الطرفين على حضانة الأبناء، في إشارة إلى وجود أسباب عائلية خفية قد تكون وراء اختفاء الطفلين، واحتمال أن يكون هناك الكثير لم يفصح عنه الأب وألام أمام الجهات المختصة و احتمال أن يكون اختفاء الطفلين بمعرفة احد أفراد عائلة الطفلين المختفيين يثير تساؤلات حول إجراء تحقيقات أمنية جديدة للوصول إلى الحقيقة، وكشف حقيقة ما تداوله بعض أفراد العائلة من تبادل محاضر في أقسام الشرطة قبل وبعد حادث الاختفاء، ومدى صحة تورط احد الطرفين بإخفاء الطفلين للانتقام من الطرف الآخر . وكان الناطق الإعلامي الأمني بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان قال في تصريح لصحيفة المدينة أنه تم إحالة القضية للبحث الجنائي ، وأضاف قائلاً أن شرطة مكةالمكرمة لم تتلقى أي بلاغ مباشر من ذوي الطفلين ، غير أن هناك خطاباً ورد من قبل الجهات المختصة بالأمن العام يفيد فيه بتقديم والد الطفلين بلاغاً للجهات المختصة في قطر وتم على الفور إحالة القضية للبحث الجنائي والعمل على البحث على الطفلين . وأضاف الميمان أنه تم الرفع بالإفادة اللازمة حول هذه القضية للجهات المعنية التي تقدمت بهذا البلاغ ، ونفى تقديم البلاغ بمكة فور أختفاء الطفلين, مشيراً إلى أن القضية تحظى باهتمام بالغ من قبل الوزارتين القطرية والسعودية . من جانبه , قال والد الأطفال من قطر أنه لن يهنأ له بال حتى يتم العثور على أطفاله . وأضاف أن في تواصل مستمر مع الجهات الأمنية في السعودية وأن البحث جاري عنهم ,رافضاً التعليق عن الكلام الذي ذكر بشأن وجود خلافات عائلية قد تسببت في إخفاء أبنيه . وتعد الحادثة الأولى من نوعها وتبدو غريبة عن المجتمعين القطري و السعودي اللذين لم يعرفا هذا النوع من حوادث الاختفاء , حيث أستهجن عدد كبير من قراء الحادثة وطالبوا بالضرب بيد من حديد على الأشخاص الذين أخفوا الطفلين . وقد كثفت الأجهزة الأمنية السعودية جهودها للبحث عن الطفلين، وقامت بالتعميم عنهما لدى جميع الأجهزة الأمنية على المعابر الحدودية ولدى مناطق المملكة، حيث تم تزويدهم بصور الطفلين وأعمارهما ريم ( 6 سنوات) وجاسم ( 7 سنوات)، وجميع المواصفات التي يمكن من خلالها التعرف عليهما. أما الأب جاسم فخرو فيعيش حالة نفسية سيئة منذ اختفاء طفليه وأطلق حملة عبر الانترنت متضمنة صوراً حديثة لطفليه وكل المعلومات التي نشرتها الصحف حول الحادث . وكان الطفلان ريم وجاسم فقدا في 7 يونيو الماضي بينما كانا مع والدتهما التي كانت تؤدي مناسك العمرة في مكة,الأمر الذي أصابها بصدمة نفسية قاسية رقدت على أثرها في المستشفى لعلاجها نفسيا من الصدمة التي تعرضت لها قبل أن تغادر المستشفى قبل عدة أيام، وقد بادرت المنتديات القطرية بنشر القصة قبل أن يتلقفها المواطنون الذين قاموا بدورهم بإرسال رسائل قصيرة عبر جوالاتهم لهواتف عشوائية في محاولة لمساعدة الأسرة في العثور على طفليها.