بين جحيم التهديد بالخروج إلى الشارع المجهول وصعوبة توفير لقمة العيش البسيطة لها ولطفلها، تعيش فتاة سعودية يتيمة كارثة إنسانية صعبة، فهي مهددة بالخروج من المنزل الذي تسكنه خلال أيام إن لم تدفع الإيجار، حياتها تحولت إلى بؤس وجحيم دائمين، وزادت المعاناة بعد هددها صاحب المنزل برفع شكوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة في حال عدم دفعها الإيجار المتأخر عليها. أم طارق ذات ال35 ربيعاً إحدى ساكنات أحياء جدة الفقيرة، لم تشعر بالسعادة يوماً، فأصفاد الفقر تكبل يديها، وطوق العوز يلف عنقها، والحاجة ترافقها مثل ظلها، تبدأ أم طارق سرد مأساتها المروعة بحسب صحيفة الحياة : «كنت أعيش مع زوجي في منزل واحد يسوده الاستقرار وتحفه الطمأنينة، ولكن بعد أن تغيرت معاملته لي وساءت بشكل كبير، ذهبت إلي المحكمة وطلبت الخلع والحمد لله القاضي نصفني وحصلت على الطلاق، ومن بعد طلاقي لم يعد لنا مصدر رزق نقتات منه سوى ما أتقاضاه من الضمان الاجتماعي 850 ريالاً، دخل بسيط بالكاد يسد رمقنا». وتضيف: «اقترضت مبلغاً من إحدى الأخوات لكي استطيع أن اشتري مكيفاً وثلاجة، وإلى الآن لم أستطع إرجاع المبلغ، تراكمت علي الديون وأصبحت في حال يرثى لها، أنتظر رصاصة الرحمة وأتأمل في الأفق الفسيح، عل يداً رحيمة تمتد إلينا وتنتشلنا من هذا العذاب». وبصوت حزين تقول: «سكنت في هذه الشقة، ويبلغ إيجارها السنوي 18 ألف ريال، في البداية كان أهل الخير يجمعون لي مبلغ إيجار عام كامل، وأقوم بدفعه كاملاً، ولكن هذه المساعدة توقفت، ولا أعلم ما السبب، وربما تكون ظروف صعبة أصابت من كان يقدمها، فكان الخيار الأخير أن أنشر مشكلتي على الإعلام». وتتابع: «لم يقدر صاحب العمارة التي أسكن فيها ظروفي الصعبة التي أمر بها، خصوصاً أنها المرة الوحيدة التي أتأخر فيها عن دفع الإيجار، وأرسل خطاباً يهددني فيه بالطرد من المنزل إذا لم أدفع الإيجار باكراً»، مؤكدة أنها ليست لديها عائلة تستعين بأفرادها، فهي فقدت عائلتها بوفاة والديها، «سيكون مصيري الشارع أنا وابني في حال طردني صاحب العمارة». صاحب العمارة لم يكتف بالتهديد بالطرد في حال عدم سداد الإيجار، بل رفع أكثر من شكوى ضد أم طارق الفقيرة إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة، مطالباً بإلزامها بالخروج من الشقة ودفع الإيجار المتأخر. وتقول: «منذ أن حصلت على نسخة من تلك الشكاوى وأنا أعيش في حال من الرعب والخوف، من أن يتم طردي بالقوة من الشقة». ولا تطلب أم طارق الكثير فكل ما تأمله «حياة بسيطة كريمة تغنيني عن مد يدي إلى الناس، حياة لا أشعر فيها بالإهانات والخزي في كل مرة أطلب فيها مساعدة، كما أن البعض يقرضني ثم يطالبني بالسداد، واليوم أجد نفسي حائرة في كيفية سدادها، تراكمت الديون وحل الإيجار وأنا لا أملك من الدنيا شيئاً، ولا أعلم ما الذي يحمله لي الغد، وأصبحت أخشى المستقبل الذي أراه مظلماً». وتتمنى من أهل الخير مساعدتها في إيجاد متبرع يسدد عنها الإيجار، أو شراء منزل لها والخروج من دوامة إيجار المنزل التي تلاحقها في كل مرة.