فُوجئ الوسط الرياضي السعودي بتغريداتٍ عنصريةٍ مقيتة من عبد العزيز الفراج، وهو شاعر ومشجع هلالي، ضدّ لاعب النصر محمد نور، في أثناء لقائه الشهير مع تركي العجمة في برنامج "كورة"، على قناة "روتانا" قبل ستة أيام. وعلى مدار خمسة أيام ضجّ "تويتر"، غاضباً من هذه التغريدات التي وُصفت بأنها مسيئة ل "الهلال"، قبل غيره، حيث رفضها الكثير من جماهيره، ووصفوها بالمخجلة وعبر "هاشتاق"، "الفراج يتطاول على نور" تجاوز عدد التغريدات المندّدة بهذه التغريدات العنصرية أكثر من 1200 تغريدة. و وفق "سبق" صنف "الهاشتاق" من أكثر "الهاشتاقات" تداولاً، حيث توحّدت الجماهير الرياضية بكامل أطيافها بشكلٍ غير مألوفٍ رفضاً لهذه العنصرية الجاهلية، والتي نهانا الإسلام عنها قبل الأنظمة واللوائح الرياضية في السعودية التي تجرّم العنصرية بأشكالها كافة. ويبدو أن قرارات لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لم تكن كافيةً لمحاربة هذه الآفة، التي تعتبر مؤشراً خطيراً على انحدار الوسط الرياضي للمجهول, ففي أوروبا خصوصاً الدوري الإيطالي، حيث غُرم ناديا "روما" و"لاتسيو" بغرامات قاسية جداً وقرارات صارمة، وأوقفت مباريات من قِبل الحكام بسبب هتاف بعض الجماهير العنصرية ضد لاعب "ميلان"، "بالتويلي" وتحوّلت القضية إلى رأي عام عالمي بسبب هذه الهتافات العنصرية, وفي إنجلترا وإسبانيا حيث يتم إيقاف المباريات وتغريم أندية عريقة بغراماتٍ قاسية وحرمانها من جمهورها لمباريات عديدة بسبب هتافات عنصرية من قِبل بعض الجماهير المحسوبين على النادي، وهو الأمر الذي حجّم من هذه الظاهرة كثيراً وجعل الأندية الأوربية تحذّر قبل المباريات جماهيرها من الهتافات والحركات العنصرية ضد الفريق المنافس. كما غرّم الاتحاد الإسرائيلي، أحد الأندية الإسرائيلية نادي "بيتار القدس" وأغلق جزءاً كبيراً من مدرجاته لخمس مباريات متتالية، بسبب عبارات عنصرية من بعض جماهير هذا النادي. وفي السياق ذاته وبعيداً عن الميول الرياضي، تساءل أحد المغرّدين، قائلاً: إذا كان هذا شاعراً وشخصيةً مشهورةً فكيف بمَن هم أقل منه علماً وثقافة؟ فيما رأى أحد المغرّدين أن هناك أناساً مدفوعين هدفهم إثارة التعصب والأحقاد داخل أفراد المجتمع وتقسيمه إلى طبقاتٍ بحسب أفكار شاذة ودخيلة على قيم المجتمع السعودي, فيما طالب آخرون بمعاقبة هذا المغرِّد وتقديمه للقضاء للبت في هذا التغريدات التي تزيد الاحتقان بين جماهير الأندية الرياضية. وحذّر مغرِّدون من أن ترك الأمر دون عقاب سيكون له آثار سلبية خطيرة، وقد تصبح ظاهرة منتشرة داخل المدرجات, وعبّر آخرون أن مثل هذه الأفعال يعجل بمشاهدات أعمال شغب رياضية داخل الأراضي السعودية، خصوصا بين الأندية الكبيرة. وطالب مغرّدون بفرض أنظمةٍ صارمة لضبط الإعلام الرياضي المنفلت وفرض غرامات قاسية وتفعيل أنظمة جزائية قوية للحد من هذا التعصب، الذي بلغ مستوى بات يهدّد شريحةً مهمة في المجتمع، ووصلت الأمور إلى مستوى غير مقبول في السعودية. ويعد اللاعب محمد نور، أحد الأعمدة الرياضية للكرة السعودية وصاحب مبادرات خيرية واجتماعية كثيرة, حيث نشرت مصادر صحفية تقريراً عن زيارة اللاعب دار الأيتام في جازان، عقب لقائه مع تركي العجمة في برنامج "كورة", وشاركهم بلعب مباراة خيرية وهو الأمر الذي يعد بادرة حسنة من قِبل هذا اللاعب، وغير مستغربة على اللاعبين السعوديين بشكل عام. وكان المدرب سامي الجابر قد اتجه للقضاء بسبب عبارة وردت في تقريرٍ رياضي من قناة "العربية"، وصفها بأنها مُسيئة, وردّت "العربية" بأنها غير مقصودة، وقدّمت اعتذارها، ورحبت بالقضاء في نهاية المطاف.