علمت مصادر اعلامية أن ثمة بوادر صلح تلوح في الأفق الإعلامي بين المذيع السعودي سلمان المطيويع، ومسؤولي قناة "لاين سبورت" التي أصدرت قبل يومين بياناً مطولاً، وتفصيلياً حول فك ارتباطها معه على خلفية جملة من الانتقادات وزعها على مسؤولي الكرة السعودية في أعقاب تعادل الأولمبي السعودي ونظيره القطري في العاصمة الرياض في مستهل مشوار المنتخبين نحو الوصول إلى مسابقة كرة القدم في أولمبياد لندن. ويلتزم المطيويع الصمت حالياً، فيما أسر لمقربين منه أن ثمة اتصالات جارية لإيجاد حل لنفق الأزمة بينه والقناة تاركا المجال خصبا للتأويلات، والاجتهادات حول مستقبله الإعلامي. وكشف في تصريح مقتضب ل"العربية.نت" أنه لم يصل بعد إلى مرحلة دراسة العروض من القنوات الرياضية الأخرى سواء السعودية منها، أو الخليجية. في حين رفض الرد على بعض زملائه الإعلاميين الذين ذهبوا للنيل منه، والتشفي من خلال آرائهم، ومقالاتهم الصحافية. لكن الأكيد أن قضية المذيع سلمان المطيويع طرحت جدلاً واسع النطاق حول مساحة حرية الرأي في المحيط الرياضي في السعودية، ومدى تقلص حدودها، والقيود المفروضة عليها في القنوات الرياضية حتى وإن كانت تجارية. وفي هذا السياق طرح تصويت جاء السؤال فيه: استقالة أو إقالة المذيع سلمان المطيويع ماذا تؤكد؟. وأجمعت الإجابات بنسبة عالية على أن ذلك القرار يشخص حالة مساحة حرية الرأي، وتعاطيه في المحيط الرياضي السعودي. من جانبه، علق الكاتب الرياضي صالح الطريقي عضو برنامج "خط الستة" في قناة أبوظبيالرياضية على قضية المطيويع أن المذيع يمثل القناة التي يعمل بها, ولايحق له إبداء رأيه لأن آراءه تمثل رأي القناة، وسياستها, وأضاف: "لكن المحللين يحق لهم إبداء آرائهم لأنها تمثلهم". وتابع: "إذا كان المطيويع تحدث من نفسه فقد أخطأ خطأ مهنيا, ومن حق إدارة القناة أن تطلب منه الاعتذار, وإذا كانت القناة طلبت منه أن ينتقد بسبب صراعات النقل التلفزيوني, فالقناة أخطأت، وهو من دفع الثمن". في المقابل ذكر الكاتب في صحيفة "الرياضية" السعودية عدنان جستنية أن الموضوع غامض, والغموض يتمثل- على حد قوله- في أن البيان الصادر من قناة "لاين سبورت" يؤكد أن المطيويع استقال ولم يقل. وأضاف: "وفي نفس الوقت عدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه تثير علامات استفهام كبيرة, والجانب الأكثر غموضا في الموضوع هو رفضه الاعتذار رغم وجود حقائق تثبت عكس ماقاله". ويميل مدير المركز الإعلامي السابق في نادي الاتحاد جستنية الى الاقتناع برواية أن الانتقاد الحاد جاء لعدم حصول القناة على حقوق بث الدوري السعودي، بل وأضاف أن ضعف تواجد المطيويع في برامج القناة وجدها فرصة لإنهاء عقده. وحول الأسباب التي أدت إلى مطالبة "لاين سبورت" مذيعها بالاعتذار قال: "من الواضح وجود شكوى من المسؤولين على المذيع, والقناة رأت أن المطيويع بالغ في نقده". وأكد جستنية في ختام حديثه بأن حرية الرأي موجودة لدى الإعلاميين في الوسط الرياضي السعودي قائلا: "لدينا مساحة واسعة, ولو أن ردة فعل القناة جاءت متطابقة مع حدة انتقادات المطيويع لتعاطفنا معه، وقلنا إن آراءه كانت صحيحة". وذكر ختاما: "لو قدم اعتذاره لأنهى الجدل".