لأول مرة في تاريخ الصحافة الفرنسية تخصص صحيفة ليبارسيون الفرنسية الصادرة نهار أول أمس الخميس، بحثا مطولا عن الختان وفوائده وبأدلة علمية قاطعة بعد تجارب أشرف عليها فرنسيون وأمريكيون بينت أن أهم وقاية من داء المناعة المكتسبة السيدا هو الختان، سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، التي يطبقها كل المسلمين.. وجاء هذا المقال الطبي والعلمي بعد الندوة الدولية حول السيدا التي انعقدت في روما مساء الأربعاء.. صحيفة ليبارسيون قالت في مقدمة بحثها إنه قبل عشر سنوات خلت لا أحد في أوربا كان يؤمن بالختان، بل كانوا يسخرون منه ومنذ خمس* سنوات* بدأ* الشك* يدخل* القلوب،* ومنذ* ثلاث* سنوات* اعترف* العلماء* بالختان* ولكنهم* عجزوا* عن* تطبيقه* وسنوا* قوانين* تجبر* الأولياء* على* ختان* أبنائهم،* وفي منتدى روما كان البروفيسور الفرنسي في الصحة العمومية بجامعة فارساي بيرترون أوفير هو من قدّم نتائج البرنامج المكثف للختان الذي أجري في جنوب إفريقيا منذ حوالي أربع سنوات، تمكّن خلاله بعد ختان الكثير من المواطنين إلى تقزيم أرقام مرضى السيدا لأول مرة منذ ظهور هذا المرض الفتّاك، وقال البروفيسور أن الختان هدم صرح السيدا بنسبة تفوق الستين بالمائة، وركّز على أن كل التجارب الطبية في مختلف دول العالم فشلت منذ أكثر من ربع قرن عن زعزعة أرقام السيدا، وكان الختان وحده من تمكن من فعل ذلك.. الدراسة الفرنسية أجريت في مدينة جوهنسبورغ بجنوب إفريقيا التي كانت عاصمة عالمية للسيدا حيث مسّ الفيروس 20 بالمائة من سكان المدينة، وتم تقسيم السكان إلى مجموعتين؛ الأولى باشرت معها السلطات الصحية عملية الختان والثانية تركتها على طبيعتها، وبعد ذلك ظهرت النتائج العلمية المفاجئة، وفي المقابل باشر علماء أمريكان اقلهم درجة برتبة بروفيسور تجاربهم في أوغندا وكينيا وأعطت التجربة ذات نتائج التجربة الفرنسية أي أزيد عن 60 بالمائة من النجاح .. وموازاة مع نشر هذه النتائج زار الجزائر الكثير من الفرنسيين المعتنقين للدين الإسلامي من أجل إجراء عملية الختان، حيث أخطرنا طبيب أطفال بأنه استقبل خلال الصائفة رجلين من جنسية فرنسية طلبا منه إجراء عملية ختان رغم وجود أطباء يقومون بهاته العملية الجراحية الحساسة في فرنسا فهي ليست ممنوعة، في الوقت الذي افتتحت مصحات خاصة بختان كبار السن من الأجانب في المملكة العربية السعودية لم تعد تجلب معتنقي الإسلام الجدد وإنما أيضا الذين آمنوا بأن سد أبواب السيدا يكون بالختان، المشكلة الطبية المطروحة حاليا أن الختان ليس مقررا تعليميا موجودا في كتب تدريس الطب ومعظمها فرنسية، لأجل ذلك لا يوجد مختص فيه في دول العالم الإسلامي فما بالك* في* أوربا* التي لا* تؤمن* به*.