حذّر اختصاصي من عشوائية استخدام الأدوية، من دون وصفات طبية تستدعي ذلك، مؤكداً أن هناك «عواقب وخيمة في انتظار مستخدمي الأدوية عموماً، وبخاصة المسكنات التي يكثر استخدامها». وعدّ اختصاصي طب الأسرة والمجتمع الدكتور بدر المصطفى، المسكنات «من أكثر الأدوية استخداماً، والغالبية يستخدمونها في شكل عشوائي، من دون أدنى معرفة بمخاطر هذا الاستخدام»، موضحاً أن «للاستخدام العشوائي للمسكنات خطرين؛ الأول إن هذه المسكنات تعد غطاءً لعدد من الأمراض الأخرى، في حين أن الألم الصادر من أي عضو في الجسم، يُعد جرس إنذار، يرشدنا إلى وجود مشكلة ما، وبطبيعة الحال، المسكن يقوم بإزالة هذا الألم، فيختفي معه هذا الإنذار الذي قد ينطوي تحته عدد من المشكلات الصحية، ما يسبب تفاقماً للمرض الكامن، من دون شعور من المريض بذلك». وأشار إلى ان الخطر الثاني للتعاطي العشوائي للمسكنات، «يكمن في تفاقم المرض نفسه، فتكرار تناول جرعات المسكن على المدى البعيد، قد يضر بالكبد والكلى»، مشيراً إلى أن هناك «أساليب أكثر أماناً لتعاطي المسكنات، أهمها قيام طبيب مختص بتشخيص الحالة، وإعطاء المريض وصفة علاجية بنوع معين من المسكنات»، مؤكداً أن «تعاطي المسكنات بجرعات أقل من المتوسطة، ولفترة طويلة، ومرات عدة، يؤدي إلى فشل جزئي في وظائف الكبد، وعمل الكلية، وبعض المسكنات ومضادات الالتهاب، قد تسبب آلاماً وتقرحات في المعدة، خصوصاً لكبار السن، وعلى المدى البعيد تزيد من نسبة الأملاح في الدم، ما يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، في حين قد يكون البعض مصاباً أساساً بارتفاع ضغط الدم، ويتعاطى علاجاً لذلك»، موضحاً أن هذه الطريقة في تناول المسكنات «لا تحل المشكلة، ولا تعالج المرض، وقد تتسبب مادة الأسبرين والمضادات ميوعة في الدم، قد تؤدي إلى نزيف داخلي». ولم يقتصر الاستخدام الخاطئ على مسكنات الآلام، إذ تشاركها أيضاً المضادات الحيوية. ويقول المصطفى: «المضاد ينبغي ألا يتم وصفه إلا بعد التأكد من وجود جرثومة في الجسم، وذلك بعد الفحص من جانب طبيب مختص، الذي عليه أن يحدد نوع الجرثومة»، مؤكداً أن «المضادات الحيوية لا تقاتل الفيروسات، لذلك عند استخدامها لحالات فيروسية، قد تخفف الالتهاب قليلاً، لكنها لا تزيله، واستخدامها بطريقة صحيحة، يتطلب تشخيصاً سليماً، واستعمالها في شكل منتظم، وبحسب (الكورس) الموصى به من الطبيب، وفي حال مخالفة هذا الأمر، تقل الاستفادة من المضاد، كما لا يستفيد منه الجسم عند وصفه للمريض مرة أخرى، ما يجعل بعض العامة يعتقدون أن المضادات الحيوية تضعف مناعة الجسم»، مؤكداً أن «غالبية الجراثيم التي تغزو الجسم لديها القدرة على مقاومة المضاد، وهذا شيء متعارف عليه بين الأطباء، ولا بد أن يُعطى مجال لذلك، وإلا سيؤدي إلى خمول في الأجهزة الدفاعية للجسم، ما قد يأخذ فترة تصل إلى ثلاثة أيام، ليتضح خلالها مفعول دفاعات الجسم»، موضحاً الدلائل التي تشير إلى عمل الدفاعات وهي «ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، والحاجة إلى السوائل، وقد يضطر الطبيب إلى وصف المضاد إذا كانت هناك احتمالات لمضاعفات قد يتعرض لها الجسم، خصوصاً إذا كان الجسم ضعيفاً لا يقاومها، أو إن كانت أجهزة المقاومة لم تنشط بعد».