شهدت أسواق الحديد في المملكة العربية السعودية تعطيشا متعمدا ونقصا حادا في المعروض، الأمر الذي اعتبره المستهلكون تحركاً جديدا لما أسموه "مافيا الحديد" في السوق السعودية وسط مخاوف وتوقعات بزيادة كبيرة في أسعار الحديد، ونجحت الجهود الملموسة من وزارة التجارة السعودية في إنهاء أزمة الحديد التي اشتعلت قبل خمسة أشهر، ورغم استقرار الأسعار حاليا إلا أن متعاملون في سوق الحديد أكدوا وجود بوادر أزمة بدأت تظهر في الأفق محذرين من تكرار سيناريو ما قبل خمسة أشهر. وكشف المتعاملون في السوق عن نقص شديد في الحديد قياس 8 ملم، وألقى بعضهم اللوم على الموزعين، وسط إتهامات بتخزين السلعة لزيادة السعر عبر تعطيش السوق. فيما ألقى الموزعون باللائمة على المصانع المنتجة، وقالوا إن المصانع اعتذرت عن تزويدهم بالحديد خاصة قياس 8 ملم دون توضيح الأسباب، حسب ما كشفه متعاملون في السوق. وكانت موجة من الاتهامات المتبادلة قد دارت في السوق المحلي خلال مارس الماضي، حول نقص المعروض، مما دفع وزارة التجارة لوضع ضوابط إضافية للإستراد من الخارج لتلبية احتياجات السوق وضبط السعر في المتناول. وفي مارس الماضي أيضا اتهمت المصانع الموزعين ب"احتكار الحديد للحصول على أرباح إضافية". وتوقع متعاملون ومحللون وتجار أن تشهد الأسعار ارتفاعا في الفترة القادمة، وسط مخاوف من استمرار الأزمة.