عرفناها ساحرة مستديرة تخلق الترفيه والمتعة والتسلية والترابط والإخاء للاعب والمتفرج والناقد معاً ، لأنها مضبوطة بقوانين ، ومحددة بخطوط حمراء داخل الملعب وخارجه ، وأجمل ما فيها التحدي الذي يخلق مفاجآتها ويجعل اللاعبين في وهج بإدارته وطاقمه الفني ، مما يزيد الجماهير حماساً وبهجة ومتعة ، فيزيد من مؤازرته عند حضوره للمباريات ...!! لكن قوانين الكرَةِ المقننة تاهت ، وحل مكانها الكُرْه !! وتبددت الروح الرياضية حينما أصبح المشجع الرياضي لا يقبل الهزيمة أبداً !! وأي هزيمة تأتي تتجه أصابع الاتهام سلبيات حكم المباراة قائلة : أن النتيجة تشترى باحتراف من قائد اللقاء كما يشترى اللاعبون ، ويصبُّ الإعلام زيته على نار الحدثمن كل جانب ؛ فيحدث تأثيراً على عقل الحكم الباطن كي يتأثر إما إيجاباً أو سلباً أو يجهزه نفسياً ليغض الطرف دون أن يدري أو يدري عن أحداث المباراة ...!! أيتها الجلد المنفوخ : لقد اشغلتي عقولاً يحسب لها ألف حساب إما سياسي أواجتماعي أوديني أوتربوي فأصابها عفن ( التنابز بالألقاب ) فصلت إلى مستوى ( بئس الاسم الفسوق ) ولم نحصد منها إلا أكواما من الشتائم وأرطالاً من النمائم والغيبة ، ونشاهد أهرامات من المهاترات والمشادات ، وأصبح الشارع الرياضي مصنعاً للأقواس التي لا تجيد إلا التصويب بسهام التلاسن والتطاول والتقاذف ، وللأسف طالت الأسر على الطلاق وانعدام الحب بين الأزواج ...!! هكذا حالنا يوما بعد يوم وشجرة التطاحن تنمو وتورق تشنجات فكرية كروية ناقدة لكل كبيرة وصغيرة ؛ فأشغلتنا في البيت وفي العمل وفي كل منفذ من منافذ التواصل الاجتماعي ، فأثمرت تيبسا فكريا وتخاشناً كلامياً بين الأخوة والأصدقاء فتاه ( المتحابون في جلال الله ) وبدأنا نسمع ( أين المشجعون لكياني ) ونسفنا أشياء تربينا عليها فضاع ( إنما المؤمنون إخوة ) وحل مكانها ( من كان من غير فريقي حلت عليه اللعنة ) بالأمس كنا ( أمة واحدة ) واليوم أصبحنا ( أمم لأندية ) !! رحلت ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) وحل مكانها شعار( متصدر لا تكلمني ) نحن نسير جميعاً في سفية الوطن لكن للأسف ألف يد ويد تخرقها لتغرقها وحتى قاعدة ( أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على العدو ) تهاهت في مدرجات قذائف الحماس ، فالقيادات تبني جدار التلاحم والترابط وهناك ألف ساعد وساعد يهدم فصرنا كما نحن ( تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي ) فلا حصلنا بطولة بل زدتينا تفككاً وتلاسناً من الطراز الأول !! ولا حصدنا ذهبا ولا أقمنا قانونا يحمي الأندية واللاعبين من قذائف الجمهور المتحمس ؛ ألا يكفينا بأن لساننا سيكبنا في النار مما يحصد من ألفاظ !! أيها الإعلام المتزن ويا رابطة المشجعين : متى تضع لحرية التعبير والرأي حدا يقيد التعديات والتي أخرجتنا من التشجيع للجريح ومن النقد الهادف والبناء إلى السب والشتم وقلة الأدب !! التي ابتعدنا عن المنطق والخلق إلى الجدال والمكابرة وفوضى النعوت سواء في حالة الفوز أو الخسارة ... فإن خسرنا بطولة علينا ألا نخسر بعضنا ؛ ولا نجعل الساحرة تزيدنا عداوة وبغضاء وتراكماً من الحالات النفسية والاكتئاب والكبت والخسائر في الأرواح البشرية والمادية والمباهات المحرمة والاحتفالات التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا نجعل اللاعب يتأثر نفسيا من كثرة السب والشتم لما ينشر عنه من فضائح غير صحيحة وتربص وكيد ومراهنات وسنشرب من كأس الانكسار حتى نرتوي إهانة وللأسف كنا نظنها أزمة وتعدي لكن التعصب تسلل من الصغار للكبار من الطالب للمعلم وحتى الملتزم دينيا فصلت إلى بعض القيادات التي يحسب لها ألف حساب ، سياسيا واجتماعيا ودينيا وتربويا . فمتى ينفث الإعلام في عقد التعصب ؟ ويفك أزمة التعديات ؟ ويمسح بيده على صدر الشارع المتفكك ؟ ويطرد أرواحاً شريرة من ساحة الساحرة ؟ .