لم يكن اليوم كأمس ولن يكون اليوم كالغد .. كلٌ له طعمه .. أحداثه .. أناسه .. قد نعيش بجلباب الماضي إن حاصرتنا الذاكرة ، الأحداث ، أو حاصرنا الأشخاص فعادوا بنا إلى الوراء نتذوق شيئاً من طعم الذكريات ! حين تسرقنا الذاكرة لا نملك حق الرجوع فقد أسقطنا في يدها ولكن نتذكر ( كن جميلاً ترى الوجود جميلاً ) فنعود ونلملم ما بداخلنا ونرسم ابتسامة الرضا بقضاء الله وقدره ثم نمضي .. حلوة هي الحياة على مرارتها ، جميلة على سوء الكثير فيها ، سهلة رغم قسوة ما فيها ، صغيرة رغم كبرها ، قصيرة على طولها . أحداثها لا تنتهي نصبح في حال ونمسي في غيره ، نشرب كؤوس الأحزان ولنا رب كريم لا يرد سائلاً ولا يخيب راجياً ، نمتطي صهوة الهموم ونحن لا نعلم أن هذا هو الخير قدره الله لنا قبل أن نُخلق . نمسح تراكمات الزمن ب ( منديل ) التفاؤل ونمضي .. نتأمل أحوال الساكنين في الذاكرة ، من حولنا ، من هم هناك حيث لا ماء لا مأوى لا أمان فنتنفس الصعداء ونقول حالنا عن حالهم يختلف نحمد الله فنربت على أكتاف خيباتنا وننكفئ في صمت حتى يأخذنا النوم . لن نكون غداً كما نحن اليوم ؛ سيموت فينا الكثير ويحيا فينا جديد ولكن يا ترى أيها يستحق الحياة من جديد وأيها سنقيم الأفراح لموته ! لنحتفظ بجمال أرواحنا .. ولندفن ما كان سواه بلا ندم .. ليرحل من أراد الرحيل فالدنيا لا تتوقف برحيل أحدنا .. ستمضي وسيبقى في عقولهم عنا ما كان جميلاً أو قبيحاً .. كثيرات باحت قلوبهن بعمق الحزن وموت الأمل وانتهاء حياتهن رغم امتلاكهن لأشياء لا يمتلكها غيرهم .. حديث الأرواح يستمطر عيونهن .. يستعدن حقيقة وضعهن وما يمتلكن من صحة ، أسرة ، مال ، وقبل كل ذلك ( اسلام ) حرم منه غيرهم الكثييير فأتوقف لأصغي لحديث الألم من عيونهن . تقول احداهن : لدي كل شيء أريده وفوق ما أريد ومع هذا لا أجد للحياة طعماً ، ليلي بكاء ونهاري بين النوم والأحزان ، لا أشعر بأي رغبة في مشاركة الآخرين ولا للجلوس معهم مللت من الدنيا بكل ما فيها . روح كهذه تحتاج لمن يسقيها الحياة ، لمن يعيد لها البهجة ، لمن يخبرها بأن الحياة ليست أكلاً ولا شرباً ولا سفراً ولا نوماً وتنقلاً فقط .. الحياة جميلة إن نظرنا لها بمنظار التفاؤل إن سقينا أنفسنا كؤوس الأمل وارتشفنا عذب ما فيها من سعادة . الحياة لا تخلو من منغصات .. فضلاً عن أننا نعيش في دنيا تموج وبلاد تضطرب ومآسٍ لا نملك حيالها إلا الدعاء لأهلها بالفرج ولكن لا يمنع من أن نمنح أنفسنا فرصة العيش بقلوب يحدوها الأمل ونفوس تتطلع في أن القادم أجمل .. أحلى بإذن الله فنظرتنا السوداء للحياة هي من تصيب قلوبنا بالعمى وننسى أن في الحياة جمال لن نراه إلا إذا أردنا أن نراه ! احتضنوا القلوب الجريحة .. كفكفوا دموعها .. وإن لم تكونوا سبباً في سعادة فلا تكون سبب حزن .. لا تجرحوهم فتقدوهم ثم تندموا ... ولات مندم . الحياة ستكون أجمل إن شاركنا الآخرين وتعايشنا مع الأحداث ، الحياة ستمضي ، نعم ستمضي ولكن كيف .. وماذا عنا ؟! أسئلة مفتوحة لكم فاكتبوا اجباتها في عقولكم واختاروا ما يناسبكم فاليوم نحن هنا وغداً ..... هناك فلم الأحزان ونحن وإياها إلى زوال !؟ همسة للقلوب المليئة بالأحزان .. سجدة في ظلام الليل تزينها الدموع .. هي الراحة عزيزة القعيضب