بعض الناس يجاهرون بأحزانهم، وآخرون ينطوون على أنفسهم وينعزلون، فتتأثر صحتهم الجسدية والعقلية، ويصيبهم الهزال، فكم منا يترك نفسه رهينة الأحزان، خصوصاً عندما يفقد شخصاً عزيزاً عليه، فيظل يسترجع الذكريات الأليمة والمناسبات الحزينة والمواجع، فتظلم الدنيا أمامه، وتسودها العتمة، حينها يضل الطريق فيقوده ذات الطريق المظلم إلى أحزانٍ أبدية يصعب نسيانها. إذن كيف نحمي أنفسنا من الأحزان؟ في تقديري الأحزان تتواصل كما الأفراح لطالما نحن على قيد الحياة، ولكن لنضرب أحزاننا بأفراحنا، ولنرجح كفة ذكر المناسبات الحلوة والليالي الجميلة والنظر للحياة بمنظور المتفائلين، وألا نحزن على ما مضى، فهو لن يعود، وألا نأسف على اليوم فإنه راحل، ولنحلم بشمسٍ مضيئة لغدٍ مشرق، ولكن عندما نعتاد الأحزان ونستسلم لها، فسوف تصبح جزءاً منا تلازمنا على طول الطريق في مشوار الحياة، إذن لنحلق في سماء الصفاء لنسعد بجمال المشاعر وحلاوة الخيال الذي يقودنا إلى الإبداع والنجاح، ولنتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيدة بدلاً من الظلام، وبدلاً من ترك قلوبنا لأشياء مضت وضاع زمانها، وهنا أتذكر مقولةً حفظتها وهي ( إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك، وإذا لم تجد من يُضيء لك قنديلاً، فلا تبحث عن آخر أطفأه). أحينا يغرقنا الحزن فنعتاده، وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا، وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تُضيء في ظلام أيامنا شمعة، ولنتناسى مرارة الأحزان والأيام الماضية الأليمة، لذلك لننطلق نحو الحياة بأمل، وليس بيأسٍ صنعته الأيام لنحقق أحلامنا ونعيد أياماً وردية تضيء لنا الطريق حتى ننظر أمامنا ونترك النظر إلى الوراء، ولنتذكر أن سعادة الآخرين بنا عندما ننجح، فالزمن كفيل بتحقيق نجاحنا وتحقيق أهدافنا، والزمن هو الوحيد الذي يحرك الأحداث ويصنع المعجزات، فالأحزان طعمها مر يعمل على امتصاص رحيق العمر، وإذا ما دخل في عالم أحلامنا دمرها، إذن لنضرب بأحزاننا عرض الحائط، ولو أن هذا الأمر في غاية الصعوبة، ولكن لنحاول، فسوف ننسى بمضي الزمن، فاخلق لنفسك مساحة للتفاؤل لتعيش الجمال والروعة فالدنيا جميلة يحسها الجميل دائماً، فكن جميلاً ترى الوجود جميلاً.