بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك نهنئ الجميع ونقول: من العايدين الفائزين وكل عام وأنتم والوطن العزيز بحكامه وشعبه وجيرانه بخير وأمن وسلام..! عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ..... بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ ؟! ونحن نستقبل العيد؛ عام كامل على وشك الانصرام بما فيه من أحداث وأمال وألام، ولم يبق لنا فيه إلا القليل من الأيام التي نسأل الله أن تكون أيام خير على الجميع، وأيضا عام جديد قادم واثق الخطوة يمشي ملكا، لا يلتفت للوراء ولا ينظر للمتخلفين منا عن ركبه، نسأل الله أن يعيننا جميعا ويوفقنا فيه لما يحبه ويرضاه وأن يحقق لنا فيه من المال والتطلعات ما لم يتحقق في أعوامنا الماضية. وحينما يطوى العام صفحاته معلناً رحيله بلا عوده، وهو يخبرنا بأن ما طواه من سجلات هي أعمالنا وإنجازاتنا وإخفاقاتنا وما إلى ذلك مما قيّد علينا في تلك الأيام الماضية، إنما يريد منا وقفة تأمل وتدبر ومراجعة وتهيؤ وانطلاقة أفضل مع القادم من الأيام..! طبعا لا نريد أن نتحدث عن تأنيب الضمير على ما قصّرنا وما لم ننجزه فيما مضى من أيامنا، ولا عن الأيام السابقة التي ضاع كثير منها دون فائدة تذكر، ولكن نريد أن ننظر إلى الحياة نظرةً أخرى؛ نظرة كلها تفاؤل وأمل ، وعمل دؤوب من دون كلل ، ولا نقصد العصمة من الفشل ، فما طريق النجاح سوى إصلاح الخلل، فكن ذا عزيمةٍ تصرع الملل ، وفي ميادين التحدي تكن أنت القائد البطل.! قد نكون ممن خطط ونظّر لمسيرته في العام الماضي ، ولكننا وجدنا أننا لم تنجز شيئاً، فيؤنبنا ضميرنا ، ويضيق علينا عيشنا، فتخيم سحابة اليأس علينا ، ومن ثمّ ندخل في دوامة المعاتبة غير المثمرة، فتورثنا بذلك التعاسة والسآمة فنتقاعس عن معاودة الكره في ميدان النجاح والارتقاء ، والرفعة والبعد عن الشقاء، وصدقوني لن يجد الشيطان علينا مدخلا يجعلنا نتوقف عن عملنا، سوى ما مضى من الطريقة السلبية في معالجة الأخطاء ومحاسبة النفس. فعلينا أن نكون ايجابيون في تعاملنا مع ما قدر الله لنا ولو كان فشلاً، لأن فشلنا سيكون عبرة لنا وصقلاً لموهبتنا، وخبرةً لنا في حل مشكلاتنا، والفشل ليس عيبا وليس مهما؛ فالمهم المحاولة الجادة والمخلصة وما يترتب عليها من خبرة وتجربة وفائدة. ومهما يكن حجم فشلنا، علينا أن نقنع أنفسنا بأننا قادرون على الانجاز وأن الخطوة الأولى للارتقاء هي الرغبة الأكيدة والصادقة في ذلك، فالتغيير يبدأ من أنفسنا، يقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويقول أحد الحكماء: عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح ، فلن يستطيع أحد إيقافك. ولنعلم أن ما يحدث لنا ليس هو المهم، ولكن المهم هو ما نفعله بما يحدث لنا، فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال (استعن بالله ولا تعجز؛ ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكنت كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل )؛ فعندما تكون لدينا الرغبة القوية، فإنه سيكون لنا عزيمة قويه وقدرة بإذن الله، أما مجرد المعرفة بالطريق الصحيح فهذا لا يكف، فلا بد من العمل. يقول الشاعر: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة... فإن فساد الرأي أن تتردد.! ويقول أخر: ولم أرى في عيوب الناس عيباً ... كعجز القادرين على التمام.! فيا أحبابي أينما كنتم ، دعونا نتعلم من عامنا الذي نوشك على توديعه ولا يكون عام تألم فقط، دعونا في عامنا الجديد القادم نبتسم للحياة، ونستنشق عبير العز، ونتحرر من أسر الكآبة والسآمة والتشاؤم والمعنويات الهابطة، ونتوشح وشاح العزم، ونسموا بأنفسنا في المعالي، دعونا نعيش يومنا ولا نجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لنا في الاستزادة من الخير وذلك بأن نعلم أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين حسنات، وخير الخطائين التوابون، دعونا ننطلق بروح جديدة، روح التفاؤل والتحدي، ونعلم أن مدار الأمر كله ينصب في الصدق مع الله ، وأن النجاح والتوفيق بيده وحده؛ فبادروا بدعاء الله بأن يوفقنا في هذه الفرصة ، ويزيدنا نقاء وصفاء وهدىً ونجاحاً وإنجازاً، ودعونا نبتعد عن اليأس واليائسين والنظرة المتشائمة والمتشائمين، ونكون نجوما تتلألأ في سماء الأمل والتطلعات في عام جديد نصبغه بكل ألوان الثقة والعزيمة والمحبة وصفاء النية والصدق والوفاء والإخلاص، حتى يكون عاما جديدا مختلفا عن كل الأعوام الماضية، وما الله بغافل عما تعملون. وكل عام وأنتم والوطن بخير، وحج مقبول وسعي مشكور..!